Friday, May 22, 2009

تورتة غير قابلة للتقسيم


من أسوأ ما يحدث عند تناول الإعلام لموضوع ما هو عرض الموضوع مبتوراً وذلك من خلال عرضه من زاوية واحدة أو عدم مناقشة جوانبه المختلفة بما يكفي

قرأت ملخص اللقاء الذي أجراه التليفزيون مع الأنبا شنودة والذي ذكر فيه أشياء حاصلة بالفعل فى بلدنا. كنت أتمنى أن يكون اللقاء "حواراً" وأن يمتد لأكثر من حلقة وأكثر من ضيف بما يساعد على تحديد الأسباب الأساسية للمشاكل أملاً فى أن ينفتح المجال لحلها بدل الحديث المتكرر عنها

تذكرت مع قرائتي للحديث عن سؤال طالب الإمتحان الشفوي عن إسمه بالكامل لمعرفة إن كان مسيحي بموقف من نفس النوعية حدث مع صديق لأخي أثناء إمتحان الشفوي بكلية الطب فى بداية الثمانينيات. طلب الدكتور الممتحن البطاقة الشخصية من الطالب للتحقق من شخصيته ، وبعد أن قرأ الإسم قذف البطاقة على الأرض فى ركن الغرفة. الممتحن كان مسيحي والطالب مسلم إسمه محمد. إلتقط الطالب بطاقته من على الأرض وأدى الإمتحان من سكات
كنت أتمنى أن يكون الحديث عن ضرورة وجود آلية تحمي طالب الإمتحان الشفوي

نقطة أخرى لفتت نظري أكثر من غيرها فى الحديث وهى مسألة تعيين المسيحيين فى المناصب العليا. لا أدري حقيقة إن كان هناك إختلاف على أن المناصب العليا فى الدولة حكر على المعارف والأقارب والمحاسيب وقبل كل ذلك الولاء التام لمن بيده السلطة! كنت قرأت أثناء التغيير الأخير لحكومة نظيف أن وزير التعليم السابق (لا أتذكر إسمه) أخبر أنه مستمر فى منصبه لكنه بعد أن غادر مكتب نظيف إلى مكتبه أبلغ أنه تم الإستغناء عنه. الخبر الذي قرأته ذكر أن السبب فى ذلك كان الإكتشاف المتأخر بأن أحد أقارب الوزير ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. أتذكر حديث سابق عن نفس الأمر الإشارة فيه كانت لنقص عدد المعيدين وأساتذة الجامعات المسيحيين. لكننا نقرأ ونسمع على فترات متفاوتة عن عمداء كليات ورؤساء جامعات يقدمون أبنائهم على الجميع ،
سواء كان مسيحي أو مسلم ، ليحتلوا أماكن هناك من هو أحق بها منهم
كنت أتمنى أن يكون الحديث عن ضرورة أن تكون الكفاءة والأمانة هما المعيار الأساسي للتعين فى المناصب

أكره الحديث الذي يأخذ منحى تقسيم المناصب وكراسي مجلس الشعب وغيره بين المسيحيين والمسلمين. وأخشى فعلاً أن عدم الوصول لأسباب الشكاوى وما هو حقيقي منها وما هو مجرد كلام مرسل ، وعدم مواجهتها مواجهة صريحة بالقانون والتسامح فى نفس الوقت وبدون إلتواء سيقود فى يوم من الأيام إلى ذلك التقسيم

أغرب ما ورد فى ذلك اللقاء هو نصيحة قيادات المسيحيين المصريين بأمريكا بعدم توجيه شكواهم لأوباما لأنه مشغول بقضايا أخرى وعليهم التركيز على أصدقائهم من أعضاء الكونجرس

أعتقد أن إفساح المجال أمام قيادات الكنيسة للحديث فى التليفزيون لكافة المصريين خطوة على الطريق السليم. صحيح أنها تأخرت كثيراً لكن ذلك ممكن تعويضه بإستمرارها وتطويرها

12 comments:

يا مراكبي said...

أنا شاهدت الحديث الذي أجراه محمود سعد مع البابا شنودة .. وإحقاقا للحق فالبابا شنودة أحاديثة ممتعة ويظهر فيها حكمة السنين

لكن بالطبع وكعادة جميع برامج التوك شو التي تحاصرنا ليل نهار .. دائما تجد أن المساحة المتاحة من الوقت لا تكفي بأن تعرض وجهة النظر كاملة .. ولا تكفي لأن تعرض وجهة النظر المضادة

فهناك بعض النقاط كانت تحتاج إلى رد لكن هذا لم يحدث .. وهو ما أشعرني بأن الغرض من اللقاء لم يكن للنقاش البناء الكامل .. فقد كانوا على عجالة .. فأضاعوا الفرصة

عدى النهار said...

على فكرة أنا لم أشاهد له أي حديث لكنى سمعت إن أحاديثه ممتعة كما ذكرت وده طبعاً متوقع من شخص له مكانته

طبعاً مش ممكن تغطية موضوع معقد مثل هذا فى حلقة واحدة لكنها لو بداية لسلسلة لقاءات وحوارات ممكن تكون مفيدة للجميع

فى برنامج يومي فى أحد محطات التلفزيون هنا مدته ساعة عبارة عن حوار بين أطراف لها وجهات نظر مختلفة حول قضية ما. تخيل البرنامج ده له ما يقرب من عامين يذاع 5 مرات أسبوعياً وفى بعض الأحيان يقدم حلقات معادة بسبب أهميتها ومع ذلك هناك دائماً قضية حقيقية قابلة لنقاش جاد حولها

إحنا محتاجين لبرامج من هذه النوعية بدل العك الدائر ليل نهار والقضايا اللي محتاجة تحليل ومناقشات حولها مالهاش حصر

... said...

فاتني الحديث الأخير وإن كنت أحب الاستماع لاحاديث البابا عادة
وأظن ضيق وقت الحوار أو عدم إتاحة الفرصة له للاسترسال هو غباء إعلامي ليس إلا .. فقد كانت له أحاديث سابقة مطولة
لكن
يأتي لذهني أن هناك من المسلمين من ضايقه أن يسبق البابا شيخ الأزهر بخطوة في أحد الاحتفالات العامة ونادوه ليتقدم
تورتة حمضانة

بنت القمر said...

آلية حل المشاكل زي امتحان الشفوي ده
عاوزة عقليه متطورة ومتفتحه
يعني مثلا ممكن ممكن الطالب يمتحن برقم كودي
لكن ارجع اقولك والمحجبات واللي داقين صليب
الا بقي لوا لامتحن حاجه زي التليفون واللي حاجه تقرف
فكر التمييز مش ها يختفي ابدا
لكن ممكن يتحاصر
المهم ميستغلش البعض الفكر ده لمصلحته ولياخذ قدر اكبر من التورته

Anonymous said...

الاستناد الى مرجعية دينية فى هذه الأمور هى لاتزال فى نظرى متأخرة ان لم تكن متخلفة .. وهى سبب خيبتنا فى معظم الاحوال

فالقانون فى رأيى هو استكمال واستمرار طبيعى للتطور الانسانى .. وليس الانغلاق فى تابوهات قديمة ناسبت عصر من العصور ويلزمها اعادة دراسة ومقاربة جديدة بل وصياغة اكثر مناسبة لوقتنا هذا

احب فى هذا الشأن مقولة ان الدين لله والوطن للجميع

واحب كما فى الخارج وانت ادرى الناس ان القانون فوق الجميع .. مسلم مسيحى بوذى أيا كان .. فلا تفرقة على اساس عرقى او دينى او لون او جنس

لهذا هم يهرولون للأمام .. كما عندك .. ونحن نهرول الى الخلف .. كما عندنا

فقط لأنهم عاقلون .. لكننا بنلعب دين .. لاافهم مامعنى ان احدا شغلته بتاع دين اذا كان الانبياء انفسهم كانوا يعملون .. تجارا ورعاة غنم وحدادين وغير ذلك

هل لديك اجابة؟

عدى النهار said...

بثينة
=====
أرجو أن يكون البابا وشيخ الأزهر على دراية بأن تورتة صاحب المحل حمضانة
خطوة أغضبت الخلق! دي حتى تكسف إنهم ينادوا واحد ليسبق الأخر
بالنسبة للبرنامج أنا قرأت إن مدته كانت 40 دقيقة فالمشكلة فى الغالب فى عدم الإعداد الجيد له. لكني أعتقد أن البابا كان يقدر يفرض على المذيع أن يتيح له فرصة إيصال أفكاره كاملة

بنت القمر
=========
مافيش مشكلة بتتحل إلا بالتصدي لها. بداية هذا التصدي هو تعريف المشكلة ومعرفة حدودها وأسبابها والبحث عن حلول لها.
لذلك لم أسترح لأن يكون حديث المسؤل الأول بالكنيسة تكرار للقصص التى يتداولها الناس
وبعدين إحنا بنقول إن التورتة ماتنفعش تتقسم لا حتة كبيرة ولا حتة صغيرة :) هى كده كلها على بعضها من نصيب كل واحد

شريف
====
للأسف القانون هو آخر شىء يٌحتكم إليه فى أي بلد نظامه ديكتاتوري. لذلك سيستمر للمرجعيات الدينية فى بلدنا دور كبير فى كل الأمور.. الديني منها وغير الديني

هو فى إحتياج لوجود جهة تنظم الأمور الدينية للناس وهذا يستلزم وجود مناصب فى هذه الجهة ، وهو ما أوجد وظيفة تحت مسمى "رجل دين". سطوة رجل الدين على الأتباع تختلف من ديانة لأخرى ومن شخص لآخر كل حسب مدى فهمه لدينه

وفى الأخر معرفة كل واحد إن فى قانون ممكن يلجأ إليه المظلوم لأخذ حقه يمثل عامل ردع لكل واحد ناوي يظلم بكلمة أو بفعل

زمان الوصل said...

صعب جدّا فى برنامج يقدّمه تليفزيون الحكومه إدارة حديث صريح مع البابا .. و ما أقصده ب "صريح" هو ذكر ما على الأقباط كما سيكون هناك حديث عمّا هو لهم .. أى حديث مع البابا غالبا سيكون حديث فى اتّجاه واحد و أستطيع أن أراهن بنسبه كبيره من الثقه أن حوار فى اتّجاهين مع البابا لن يرى النور و ليس له وجود .. ولو حاول أحد إجراء هذا الحوار سيكون الرد الأوّل الذى يواجهه هو أن الأغلبيه تضطهد الأقليّه ولا تسمح لها بالتعبير عن نفسها .. و الدليل الطازج جدّا على هذا خبر نشرته "المصرى اليوم" النهارده بيقول أن البابا قرّر اعتزال "الإسكندريه" و عدم السفر إليها لإلقاء العظه الأسبوعيه اعتراضا على قرارات "عادل لبيب" هدم بعض المبانى الكنسيه رغم اعتراض الأقباط ..


لكن الغريب أن الخبر لم يجرؤ أن يذكر لنا سبب الهدم و هل لأن هذه المبانى بنيت بشكل مخالف للقانون و من ثمّ هدمها قانونى مثلها مثل أى مبنى آخر .. ولم يقل الخبر كذلك كيف يمكن اتهام "لبيب" باضطهاد الأقباط رغم أنّه هو شخصيا قبطى فى الغالب !! ولم يتساءل الخبر عن ذنب الأقباط فى حرمانهم من اللقاء الأسبوعى مع البابا و ربطه بموقف لا يد لهم فيه !! ولم يقل الخبر هل من اللائق أن تقوم قياده دينيه و روحيه بحجم البابا بالضغط على الحكومه و لو ضدّ القانون فى كل مرّه يصدر قرار لا يتوافق مع رغبات البابا و يكون أسهل تفسير له أنّه اضطهاد يُمارَس ضدّ الأقباط !!


المشكله الحقيقه ليست فى مسلم أو مسيحى لكنّها فى عدم تطبيق القانون .. فالقانون الوحيد الذى يطبّق هو : مين قريبك؟ مين واسطتك؟ ليك ضهر ولاّ مالكش !! لكن قد يكون الأمر ظاهرا بشكل اكتساح المسلمين للمناصب القياديه بسبب زيادتهم العدديه و النسبيه عن الأقباط .. و من ثمّ من بين عشره وصلوا بالواسطه ممكن نلاقى اتنين مسيحيين و الباقى مسلمين و كلّهم غير مستحقين .. و إذا كان من المقبول تقسيم المناصب بناء على الدين لماذا لا تقسّم كذلك بناء على النوع و يكون للنساء مقاعد ثابته؟ أو تقسّم بناء على العِرق و يبقى فيه مقعد للنوبه و مقعد للصعيد و مقعد لبدو سيناء و كل فريق يحارب لزيادة عدد مقاعده ..

عدى النهار said...

زمان الوصل
==========
الأمر لم يتوقف عند غياب الحوار
الصريح بالمعنى الذى أشرتي إليه ولا عند تحويل أى موقف فيه طرف مسيحي إلى إضطهاد لكنه وصل إلى أنه عند التعليق على موضوع يتحدث عن إساءة مسلمين لمسيحيين لو أشرتي فى تعليقك إلى إساءة من نفس النوع من مسيحيين لمسلمين يقرأ البعض تعليقك على أنه هروب من مواجهة القضية وكأن القضية هى فقط الإساءة التى تبدر من مسلم فى حق مسيحي ويجب أن يظل تعريف الإساءة للغير وعدم قبول الغير وكل هذه التوصيفات محصورة في ذلك التعريف الضيق للقضية

على العموم غياب الحوار و ترك المتحدث يسترسل فى كلامه والتعبير عما فى خاطره يفتح المجال أمام رؤية أوضح للأمور

حائر في دنيا الله said...

بص انا هقولك حاجة
انا في قرية فيها عائلات مسيحية تعمل بمهن وتعيش عادي جدا لا مشاكل ولا قلق ولا احساس اطلاقا بأي حاجة
سيبك من الافلام بس الناس فعلا مش في دماغها الناس متعايشة مع بعض من الاف السنين
عارف انا شايف المشكلة ان القانون لو يطبق على الكل بأمانة وصراحة ونزاهة كانت كل المشاكل اتحلت او اغلبها حتى
بس لان قانون الظلم والمحسوبية هوا الي شغال فا طبيعي الطرف الاقل عددا يكون هو الاضعف ويزداد ضعف
وتبدأ دائرة المشاكل

شكرا يا صديقي
ولك تحياتي
السلام عليكم

عدى النهار said...

أحمد
===
مافيش شك إن غياب القانون مشكلة أساسية فى هذا الأمر وكل أمور حياتنا

أحداث كتيرة بتأكد كلامك عن تعايش الناس مع بعض بصورة طبيعية لكن فى دفع من البعض من الطرفين لخلق جو من التوتر وعدم الإرتياح اللي بيتطور مع الوقت لأشياء أكبر وأسوأ

ربنا يستر

!!! عارفة ... مش عارف ليه said...

والله افتكر أن المشكلة مش بالشكل ده أذا كان في ضغوط وإضطهاد

فالجميع مضطهد مسلم ومسيحي والكل يعاني

وإذا صادف حدوث شيء ممكن يكون حالة فردية او صاحبها شافها بالشكل اللي هو عاوزه

وعن موقف شخصي كان في عندي امتحان ومش كنت مذاكر المادة بصراحه كويس

وانا كمان متعود إني اكتب ىيه قرآنية دايما على ورقة الاجابة وقولت الدكتور بقى مسيحي وممكن يغلس عليا مفيش داعي المرة دي وكل ده حوار داخلي
المهم قررت أني اكتب الآية القرآنية
والحمد لله كمان نجحت في المادة

بالإضافة إن لي اصدقاء كتير مسيحين عادي يعني مفيش اي مشكلة والحمد لله بنزور بعض وفي تواصل بينا كبير ودائم

وبالنسبة لحديث البابا أفتكر أن اللي حصل معاه بيحصل مع اي ضيف في تلفزيون الدولة
وعن برامج التوك شو اليومية على مدار الاسبوع في دلوقت اكتر من برنامج
على قنوات مصرية خاصة
وافتكر ان المساحة المفرودة لهم تدي تنوع وثراء في تناول المواضيع

وعلشان ما يكونش في مبالغة ان الصورة وردية أنما نقدر نقول انها اختلفت عن عشر سنين فاتت

وأفتكر ان صعب اووي أنها ترجع لورا تاني

ومعلش طولت شوية أنما الكلام اخدني

تحياتي
وليد

عدى النهار said...

وليد
====
زي ما إنت قلت..الجميع مضطهد مسلم ومسيحي والكل يعاني

الفكرة إن كثرة الحديث من طرف واحد وعدم وجود حوار وأخذ ورد على الإدعاءات المثارة يخلق إنطباع مخالف للواقع