الطبيعي هو أن الكذبة مهما كانت صغيرة ، المداومة عليها من طرف ما ، تفقده المصداقية ، وذلك على أقل تقدير
لكن معظم الأشياء حولنا تخبرنا بأننا لسنا فى زمن تغلب فيها طبيعة الأشياء فى بساطتها على الغريب منها رغم تعقيده
نحن نحتاج إلى النظر فى فكرة الديمقراطية من أساسها وما إذا كانت مناسبة لنا بالصورة التي طبّقتها المجتمعات الغربية
إعادة تدوير المواد المستهلكة لا تأتي بمادة جديدة صالحة للإستخدام فى كل المنتجات ، بل تأتي بمادة يحذر إستخدامها فى منتجات كثيرة. كذلك إعادة تدوير أفكار الغير وتجاربه وممارساته ليست دائماً الحل المناسب لكل الشعوب
لذلك قد يكون الحل فى إعادة الإختراع
فعلتها مصر أكثر من مرّة. بل لم تفلح مصر فى مواجهة إلا عندما إخترعت طريقتها للإنتصار ، وكان التقليد دائماً عنصر أساسي فى فشلها
فى 1973 فعلها المصريون بدكّ خط بارليف بإستخدام مياه قناة السويس التي كان يقف الخط على ضفتها الأخرى حامياً لقوات الإحتلال بسد مائي وترابي منيع
وفى 2011 فعلوها مرّة أخرى بثورة لم يتوقّعها أحد. أعلنوا موعد صفارة البداية ومنحوا من أخبروه علناً أنهم ثائرون عليه ، عدّة أيام ليستعد لهم. هزأ كثيرون منهم بسبب هذا الإعلان ، ولهم حق ، فلم يسمع أحد بمثل ذلك من قبل
لم تعرف مصر الطائفية ولا التعالي ولا العنصرية وهى تعيد الإختراع ، لكنها تعرف كل ذلك وتعيشه بكل ما فيه من سواد وقبح وهى تعيد التدوير
لا أعتقد أن مصر ستنجح فيما يواجهها من هموم وتحديات كبيرة إن لم تبعد عن التقليد وتبتدع لنفسها الطريق الأنسب لها
بالأمس حوّلوا أوّل إستفتاء حر ونزيه إلى حرب إعلامية بدأوها بحملة دعاية لموقفهم من التعديلات الدستورية إعتمدت على تشويه صاحب الرأي المختلف بوضع الإخوان والوطني ، كذباً ، فى جهة واحدة. ودخلت الكنيسة معهم على الخط
نجحوا ، عمداً أو دون قصد ، فى تحويل الإستفتاء من إستفتاء على التعديلات الدستورية إلى إستفتاء على شعبية وقوة التيّار الإسلامي كلّه. خسروا معركتهم وتناسوا أن خصمهم لم يستخدم غير أسلحتهم فى معركة هم بدأوها وإختاروها بدل محاولة إقناع صاحب الرأي المختلف بوجهة نظرهم ، أو حتى الحوار معه
واليوم ، إختلاف آخر فى الرأي بخصوص مظاهرة 1 أبريل يقود لبدأ حملة أخرى مشابهة تحت شعار "يا إخوان خليكوا فى بيوتكوا المظاهرة أحلى من غيركوا". لا أحد يدري إلى أين يقودنا هذا الأسلوب فى مواجهة الإختلاف فى الرأي
ما قرأته عن الموقف من المشاركة فى مظاهرة 1 أبريل منسوباً لـ "صفوت حجازي" هو تأجيل المظاهرة إلى 8 أبريل إستجابة لطلب من رئيس الوزراء على أن يلبّي المطالب قبل 8 أبريل ، وإن لم يحدث ذلك فليفعلوا ما يشاءوا. رفض البعض ذلك وقبله البعض ، فتم إتهام من قبلوا بعرض رئيس الوزراء بالإنتهازية! ولا شك عندي أنهم لو كانوا هم الرافضون للعرض ، والآخرون هم القابلون له ، ما كان ليغيّر ذلك فى موقف القابلون له فى تلك الحالة من شىء
تحديث: إنتهت مظاهرة 8 أبريل وغادر الإخوان مساء اليوم ، فكان ذلك أيضًا مدعاة للهجوم عليهم من البعض فى فصل جديد من محاولة لعب دور قيادي أهم علاماته هى فرض الرأي حتى لو كان رأى خاطىء كما إتضح من أحداث فضّ الإعتصام فجر 9 أبريل