Saturday, April 18, 2009

من بعيد لبعيد


تابعت بعض المناقشات على النت من بعيد لبعيد وآثرت عدم المشاركة فيها

أكثر من حدث أقنعوني أن مجتمعنا أصبح من الصعب عليه هضم مبدأ تحمّل الانسان نتيجة أفعاله. أعتقد أن أغلبنا يصادف يومياً حالة أو أكثر تؤكد ذلك على المستوى الفردي. لكن يبدو أنه من كثرة ممارسة هذا الأمر على المستوى الفردي أصبحنا مجتمع عنده من الغفلة ما يجعله يرفض بصورة تلقائية تحميل أفراده عواقب أفعالهم حتى لو كانت هذه الأفعال جرائم

قضية نهى رشدي كانت مثال فج لهذه الحالة وظهر ذلك من خلال بعض التعليقات عليها و سلوك المحامية تجاهها. تبع قضية نهى قضية الطبيبان المصريان بالسعودية ورد فعل كثير من المصريين والذى إتسم بالشرشحة. وأخيراً رد فعل البعض على الحكم الصادر فى قضية كفر الشيخ من تهوين لتأثير الجريمة على الضحية والمجتمع وتهويل للعقوبة إنتهى بالإشارة للحكم بأنه ذكوري

كلها جرائم كبيرة تم التحقيق فيها وثبوت الجريمة وتحديد المجرم والضحية وصدرت فيها أحكام قضائية ومع ذلك تجاهل كثيرون عند تناولهم لتلك القضايا مبدأ تحميل مرتكب الجريمة نتيجة فعله

ليس المطلوب تعليق مشانق للناس فى الشوارع و التربّص بهم وعدم التسامح مع المخطئين. المطلوب هو أضعف الإيمان وهو عدم إسقاط المبادىء التى تقوم بها الحياة السويّة من فكرنا ومعتقداتنا كما سقطت فعلياً من حياتنا لأسباب لن تدوم مهما طالت

10 comments:

ذو النون المصري said...

كلامك سليم
دائما ما نشفق علي المجرم بعد سماعنا نبا العقوبة
و غالبا ما نستهين بشان الضحية باعتبار ان الجريمة وقعت و انتهي الامر و لا داعي للافراط في العقوبة او لا داعي لها اصلا
تحياتي

يا مراكبي said...

إنه نوع من "الحول" الفكري الذي أصبح مجتمعنا يتميز به يا عزيزي

ففي الكثير من القضايا والنقاشات تجد الغالبية يتركون أساس الموضوع ولب المشكلة فيتمسكوا بالفرعيات والشكليات

نحن مجتمع غير موضوعي

Anonymous said...

احيانا لايسترعينى ردود الفعل ازاء تلك القضايا وتوابعها بقدر مايستوقفنى سؤال يبعث الى يأس كامل

الى متى ؟ ومتى نفيق ؟

زمان الوصل said...

نعم نحن نتربّى على عدم تحمّل مسئولية أفعالنا من سنّ صغير جدّا ..
يقع الطفل على الأرض فنضربها و نعاقبها لأنّها كانت السبب فى وقوعه و ليس غفلته هو أو تسرّعه فى الحركه !!
يرسب طالب فى الامتحان فيكون السبب أن المدرّس مستقصده أو أن الامتحان صعب أو لأن اللجنه وقفت فى طريقه و منعته من الغش بينما لا يكون من ضمن الأسباب أنّه ببساطه "ماعملش اللىّ عليه" !!
يتحرّش أحدهم بامرأه فيكون السبب أى شئ غير إنّه قليل الأدب .. هى التى أغوته أو كانت ماشيه بتتقصّع أو رمت له رمش لم يرَهُ سواه أو أو أو إلى آخر الأوأوات المعروفه ..
تقع المشاكل بين زوجين فيكون السبب إن معمول لهم عمل أو حسد أو عين وما شابه

مش عارفه بصراحه السبب الأصلى الذى يمكن أن نرد إليه هذا السلوك !! أصله أكيد شئ مش جينى ولا وراثى لكنّها فلسفة مجتمع بالكامل !! البعض يرد الأمر للثوره التى حاولت إبعاد الناس عن المشاركه فى الحكم و صنع القرار فحاولت أن توفّر لهم و لحياتهم كل شئ و دللّتهم لأقصى حد حتى فقدوا إدراكهم لمسئوليتهم عن بعض ما وصلت إليه حياتهم .. و انا شخصيا أحيان باعتبر أن هناك فهم خاطئ لموروثنا الدينى يدفعنا فى بعض الأحيان لتحميل ظروفنا و مشاكلنا لقوى و ظروف أكبر من نطاق سيطرتنا حتى نلعب دور الضحيه بضمير و استمتاع !!

عدى النهار said...

ذو النون
========
لايوجد ما يمنع الشفقة على المجرم بحكم أن مجتمعنا فيه الكثير من أسباب تكوين مجرمين وفى النهاية الشفقة إحساس طبيعي ولاتقوم حياة بين بشر بدونه لكن هذه الشفقة لايجب أن تكون على حساب الضحية والمجتمع بالصورة التى تفتح الباب لمزيد من الإجرام. للأسف نحن لانحترم قيمة العدل

مراكبي
=====
حول فكري وتنفيذي ورغم إنتشاره فى كل مجال أعتقد أن علاجه ممكن لكن المشكلة أن العلاج بدايته يجب أن تأتي على أهل القمة أولاً

شريف
====
67 كانت ضربة أفاقت رأس البلد وأجبرتها على إتباع أسلوب سليم فى الحكم لكن ذلك كان فى قطاع واحد وهو الجيش وكانت النتيجة 73. سنفيق إمّا بضربة أخرى عنيفة ليست بالضرورة من نوعية 67 أو برحمة ربنا بأن تنتقل السلطة والقوة التى تستطيع تغيير الأمور لأيد نزيهة تحيط نفسها بعقول سليمة ونفوس سوية

عدى النهار said...

زمان الوصل
==========
واضح إنك مالكيش فى الكورة:) دايماً الحكم هو السبب وتقال بأسلوب يظهر عنصريتنا ، أو بمعنى أصحّ مركب النقص عندنا ، كلما إزداد سمار بشرة الحكم

جميل مثال وقوع الطفل ده :) بس مافيش مشكلة هنا إلا إذا إستمر الحال على ما هو عليه. إللي لاحظته إن الموضوع نفسه مش على البال خالص! مش جزء من إهتمامات اللي بيربي. يعني الواحد يقدر يقول إن
السبب الأصلي مش بعيد خالص عن التنشأة وطبعاً السياسة الملعونة. إزاي يعني ناس فاشلة تفضل تحكم عشرات السنين من غير ما تتحمل مسئولية تدميرها لكل شىء!؟ لازم الكل يكون متربي تربية تسمح بذلك

خبرقرأته من يومين يبين حجم الغشم والبجاحة اللي عند البعض

زمان الوصل said...

آه فعلا أنا ماليش فى الكوره نهائى :) و من ثمّ مش عارفه إيه موضوع الحكم ده ولا ما يقال عنه .. مثال وقوع الطفل هو مجرّد المقدّمه التى تبرر دائما كل شئ يحدث له بمعزل عن اختياراته و قراراته و أخطائه و ده من واقع مشاهدات قريبه جدّا

كان فيه بوست عملته عن مسئولية الإنسان عن قراراته و كان وقتها أزمة أنفلونزا الطيور على أشدّها و الناس رايحه تشترى فراخ مجهولة المصدر بأسعار متواضعه جدّا و أمّا سألتهم الصحيفه عن الشك فى أن تكون فراخ مصابه قالوا يبقى الحكومه عاوزه تموّتنا بقى !! طيب بعيدا عن الحكومه فين عقولكم أنتم و مسئوليتكم الشخصيه عن إطعام أبنائكم طعام فاسد !! ماتلاقيش رد غير الصمت الرهيب .. ده موقف عام و للأسف هتلاقى بعض وسائل الإعلام ممكن تتعاطف معه أو لا تهاجمه و تنتقده .. و طالما الشعب كده منطقى يكون الحكّام كده ماهم نشئوا فى نفس الظروف تقريبا ..

بالنسبه للموضوع الذى يتحدّث عنه اللينك فمفيش تعليق على ما به من منطق سوى أنّها قلّة أدب متناهيه .. و خلط بين الأمور يحتاج رصاصه فى العقل الذى أنتجه لأن مفيش مقارنه بين أن يصدر الرئيس عفو عن مطلق شائعه تناولته هو شخصيا -إن كانت شائعه- و بين العفو عن جريمة تزوير لم يكن هو طرف فيها و ترتّب عليها ضياع حقوق بل و انتهاك شديد للحرمات !! ده غير أسلوب التهديد المبطن الذى يحمله الخبر .. بس عادى يعنى ماهو بردو نفس المجتمع ..

راح فين بوست "هو و هى"؟ :)

عدى النهار said...

بوست "هو وهي" أخده الوبا
:)

أصل الحوار اللي فى البوست كان بشكل ما يخص صديق ليا فبعد ما دعست الزر بتاع النشر قلت أحسن برضه لو يقراه هو الأول رغم إني عارف من دردشة سابقة معاه إنه ماعندهوش مانع

عدى النهار said...

إيه ده! دا البوست ظهر على شريط الأحبار عندك

حاجة عجيبة

زمان الوصل said...

:)
لأ ما هو أصل الريدر بيحتفظ بنسخه من كل المدوّنات اللىّ باتابعها لو حصل عليها تحديث .. و بيفضل محتفظ بالنسخه دى حتى لو أصحابها غيّروا رأيهم و حذفوها ..
و أنا كنت قريت التدوينه من على الريدر و عملت لها شير و جيت أبص عليها هنا عشان اشوف التعليقات لقيتها راحت مع اللىّ راحوا فى 67