Sunday, October 19, 2008

domino effect.. مع ليلى


الظلم الحاصل فى مجتمعنا ليس من نصيب النساء فقط أو فئة إجتماعية دون غيرها لكنه دائماً من نصيب الطرف الضعيف فى أى معادلة فى مجتمع إختار القوي فيه أن يجور على حقوق الغير ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً.. جهلاً بالحق أو تجاهلاً له. وبما أن اليوم عن "ليلى" فمن حقها أن يقتصر الحديث عليها

ليلى التى أتحدث عنها تعيش مع زوجها فى حالة من العناد والنِدّية التى كادت تدمِّر أسرتهما فى البلد الذى هاجرا إليه بعد الزواج مباشرة ورُزِقا فيه طفلهما. زوج ليلى لا يُثقل عليها فى شىء وهو مثلها غريب فى بلد غريبة يحاول أن يقيم لأسرته فيها مكان. المشكلة أن ليلى تتعامل مع زوجها من منطلق "إشمعنى إنت" ولا تنظر للأسرة ككل بقدر نظرتها لنفسها. أقارب ليلى يرجعون تصرفاتها إلى المعاملة التى لاقتها فى صغرها ، فهى كانت المولود الثاني فى أسرتها وكانت بنت بعد بنت لأب أراد الولد وتوقع قدومه بعد البنت الأولى. كانت طفلة ضمن أطفال كثيرين فى عائلة كبيرة تحنو على بناتها وأولادها على عكس ما كانت تعيشه هى فى أسرتها الصغيرة من إحساس بأنها غير مُرحَّب بها. أكملت تعليمها وتزوجت أول شخص تقدّم لها رغبة منها فى الخروج من ذلك البيت الذى عاشت فيه هى وأخواتها سنين طفولة ساعين فيها لتعاطف الأب من خلال إرضاءهن للولد الذى جاء بعد بنتين أخرتين

ظلم أب نتج عنه أسرة ضعيفة فى تكوينها وإحتمال فشلها أكبر من إحتمال إستمرارها إلا أن تتخلص ليلى من تأثـُّرها بما وقع عليها من ظلم خاصة أن زوجها لا ذنب له فى ذلك وهو إنسان طيب وعائلته تعاملها بود وكرم. هل تستطيع ليلى أن تحرر نفسها من ماضي لا حيلة لها فيه وتنظر للأمام؟

***

لا أدرى لماذا خلى الحديث عن ليلى من "ليلى الأم" وما يصيبها أحياناً من الأبناء والبنات من ظلم قليله مرفوض بحكم "فلا تقل لهما أف..." وكم من أف قيلت وتقال كل يوم فكانت مقدمة لإساءات كثيرة وغضب من الله أفسد على الكثيرين حياتهم

***

الحديث عن الحقوق المهضومة للنساء كان لسنين طويلة حكراً على فئة تخاصمت مع كل القيم السليمة للمجتمع مما أدى إلى ربط الكثيرين بين هذا الحديث و الدعوة للتحلل من أى إلتزام أخلاقي. هذا الوضع تغيّر مع ظهور وسائل إعلامية أخرى أتاحت الفرصة أمام حديث مختلف مثل حملة "
كلنا ليلى" للظهور على الساحة.. لعل من تقفن وراء هذه الدعوة تستطعن الحفاظ على ذلك الإختلاف ولا تسمحن بإختطاف حملتهن بإقحام أشياء أخرى عليها أو تغيير خطها ، ولعل الحملة تقوى أكثر وتصل لعدد أكبر من الناس.. فليلى الحقيقية تستحق أكثر من يوم

مفارقة لطيفة أن أقرأ فى يوم ليلى عن بخيتة التى ذبحت ذئب هاجمها أثناء عملها

دعوة لليلى لِتسنّ سكينها :)

12 comments:

بنت القمر said...

اولا شكرا جدا... وفرت عليا شغل كتير انهارده
2_ من ناحيه خطف الحمله فاعتقد ان اي عمل جماعي بيكون فيه صعوبات...وتناقضات ناتجه عن تخبط الاداره او عدم وجود ادارة موحده... فالنجاح بيكون ليه الف اب لكن الفشل يتيم ولقيط لا اب ولا صاحب له
ليلي واي حمله اكيد بتواجه التحديات دي
وخصوصا لما الاعلام بيطرق الباب:))
واللفوايد والشهرة بتكون قاب قوسين:))
مش عاوزة اتكلم اكتر غير اني اقول
ان الايمان بالفكرة غير الايمان بالاشخاص
!!!
المؤمن بالفكرة غير المؤمن بالشخص بيفضل بيؤمن بيها ويعمل من اجلها تحت اي مسمي وشعار
اشكرك واستاذنك في الاقتباس
تحياتي

... said...

هاتكلم عندك
مش عارفة ليه السنة دي قبل الحملة ماكنتش حاسة اني ليلي .. أوكنت حاسة بزهق فظيع .. يمكن يأس
أصل حسيت إن كل ليلي حالة بذاتها
هنحلل ونوصل لنفس النقطة
لازم ليلي تدافع عن نفسها لو كان فيه هجوم يعني .. وإن ليلي -في آخر الفيلم لو كنت شفته- اختارت وتحملت عاقبة اختيارها .. ومتهيألي دلوقتي مابقاش فيه حد بيساعد حد ولا حد بياخد بإيد حد .. لو فيه واحدة مظلومة لا تلومن إلا نفسها لأن الباب مفتوح وخلاص تقدر تغير حتي اسمها .. دة لو عندها إرادة .. وكنت شايفة ان كل حد قال كل حاجة .. كل الحكايات اتحكت .. وماكنتش شايفة أوي هدفهم السنة دي بس عجبني تمسكهم بالفكرة .. وعجبني اتفاقهم واختلافهم .. استمتعت بالصورة الحية والمناقشات والصدامات .. حياة يعني .. وكمان رغبتهم في توصيل صوت ليلي البعيدة اللي مش حاسة إنها ليلي للمجتمع كله علشان لو فيه ظالم يفوق وعلشان هي تحس بإن فيه حد سامع صوتها ودة هيشجعها تفهم وتواجه زي ليلي المثقفة(!)دة لو عندها القدرة علي المواجهة من أصله .. وأكيد فيه كتير استفادوا من تجارب الآخرين والتفكير فيها .. ولقوا حلول .. وناس فكرت في مواقفها من زوايا جديدة

انت عارف .. انا لقيت الجزء اللي يخصني فيها هو اللي جاي .. مش اللي فات أصل اللي فات مات وفي ديله سبع لفات
أنا مبسوطة إنك شاركت

Jana said...

الحديث عن الحقوق المهضومة للنساء كان لسنين طويلة حكراً على فئة تخاصمت مع كل القيم السليمة للمجتمع مما أدى إلى ربط الكثيرين بين هذا الحديث و الدعوة للتحلل من أى إلتزام أخلاقي
***************
حفظ الله لسانك واطلقه فى الحق دوما
الجملة دى ...هى بيت القصيد
.....

بخصوص سن السكين
ظن البعض انى أسنه عليهم ..وانا فى الأصل أسنه على من سنه قديما عليهم
:)

التدوينة دى من احلى المشاركات فى يوم ليلى

زمان الوصل said...


هل تستطيع ليلى أن تحرر نفسها من ماضي لا حيلة لها فيه وتنظر للأمام؟


تمام
كان هذا هو إحساسى قبل أن أكتب مشاركه فى الحمله
و هو تقريبا نفس معنى ما قالته "بثينه" عن إن العمل يجب أن يكون على ما هو قادم و ليس ما فات .. على الأقل هكذا نثبت رغبتنا فى تغيير ما كان بدلا من الاكتفاء بالندب و النواح :)

يا مراكبي said...

مشاركة طيبة وعنوان موفق للغاية

وخلينا نقول إن إنهيار الدومينو ده بيحصل للمجتمع بأسره مع بداية إنهيار أول السلسلة .. حتى لو حسينا إن الإنهيار ده
Local
في مكان محدد لكنه في الحقيقة ولما نبص من بعيد بتلاقيه مأثر على المجتمع كله

ليه ليلى ما إتكلمتش عن ظلم الأبناء ليها؟ علشان المشاركين في الحملة دي لسه ما كبروش في السن قوي كده

:-D

عدى النهار said...

بنت القمر
العفو يافندم.. إقتبسي براحتك وبدون إستإذان كمان
:)

كراكيب عادل said...

لا يضيع حق وراءة مطالب

مشاركة حلوة

عدى النهار said...

بثينة
أولاً شكراً على كلامك عندى
:)
يظهر إن الكلام عن أى مشكلة فى أى مجال بقى إنعكاس لحال البلد كلها. أنا شايف إن كلامك بيوصف إحساس تجاه حال البلد كلها مش حال ليلى بس! أعتقد إن الحملة دي كان لها نتيجة إيجابية من أول يوم بدأت فيه لكنها غير ظاهرة. على الأقل هى حرّكت مياه راكدة فى موضوع مهم ومهمل ومن المؤكد إن بعض من قرأوا عنها تأثروا بيها ولو بعض الشىء. المهم الإستمرار وعدم الزهق وعدم الخروج عن الخط الواضح من أول إعلان عن الحملة علشان تقدر مع الوقت تساهم بصورة عملية فى إصلاح الحال المايل

حلوة النظرة المستقبلية دي.. أصل اللي فات مش بيموت إلا لما الواحد يعرف إن اللي له فى اللي جاي أكبر بكتير من اللي
فات

jana
الله يبارك فيكي ويتقبل دعوتك لي وللجميع. الموضوع اللي كتبتيه كان واضح والكلام مباشر مافيش فيه مجال لسؤ الفهم.. يالا أهي عدت
:)

زمان الوصل
متفقين :) فى الواقع العمل للي جاي هو اللي بيساعد على التحرر من الندب والنواح على ما فات. أنا بقول كده وأنا واعي تماماً لصعوبة التنفيذ الكلام ده فى أحيان كثيرة لكن مافيش حل تاني

يا مراكبي
النار تأتي من مستصغر الشرر وإحنا مش مفروض نُحقِّر من الخير أو الشر شيئاً.. بس مين يسمع ومين ينفِّذ
بالنسبة لجزء الأمهات والأبناء.. متهيألي الحال لن ينصلح طالما فى تهاون فى الجزء ده

عادل
لك وَحشة يا فنان :) كلامك سليم بس المشكلة إن عدم المطالبة بالحق لفترة طويلة بتجعل الناس غير قادرة على تمييز الحق من الباطل

سراج said...

بالنسبة لـ ( ليلاك) أرى أنها تقمصت دور أبيها في الظلم دون أن تعلم مع أنه لم يكن يقصده
مشكلة المرأة في العالم العربي هي أنها إستمرأت العبودية، تقبلت كونها ضحية، وعادت لتصنع ضحية أخرى من إبنتها بعد أن أضافت من مواهبها، فأصبحت الضحية الجلاد ، علمتها أن تسكت ولا تجيب أحداً لأنه لا يليق بها كأمرأة، أرى أن توعى المرأة حول كيفية الحصول على حقوقها من خلال تثبيتها في عقد الزواج هذا أولاً وثانيا: أرى موضوع سهولة طلاق المرأة خارج المحكمة ودون شهود مشكلة كبرى، بأي حق تجد المرأة نفسها مطلقة هكذا فجأة، لأن الطلاق له شروطه!! وهي مثبتة في القرآن الكريم ويجب أن لا يتم لمجرد النطق به، بل أن يكون وفق الضوابط الشرعية والأخلاقية.. أسئل الله لكم التوفيق في مسعاكم

سراج said...
This comment has been removed by the author.
اقصوصه said...

كان الله بعوننا

وبعون ليلى!!

koukawy said...

ليك حق