إدراكي للأبعاد والمساحات كان دائماً يدور فى فلك الأمتار ولا يتعدى تقدير "مساحة شقة".. وبالتالي كلمة "فدان" ظلت وحدة قياس خارج دائرة الإهتمام ولم أستطع تخيٌلها "على مَدد الشوف.." - على رأى حليم - و إن كنت دائماً تصورتها كبيرة بحكم إرتباطها فى الذهن بالأراضي الزراعية والإنتاج والكلام الكبير إياه
ولأن نسبة الفضل لأهله فضيلة وكذلك تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية.. يرجع الفضل فى معرفتي أن مساحة الفدان 4200 متر مربع إلى كل حرامي أرض من أرض المحروسة المنحوسة بناس إيدهم كبيرة طويلة عريضة مفرطحة ومسنودة وقادرة تكوِّش كل يوم على حتة منها.. حرامية إتغيرت على إيدهم معاني كتير
فى طريقي للعمل توجد قطعة أرض فضاء كبيرة لم تلفت نظرى اللوحة الموضوعة على أحد أطرافها ومكتوب عليها 5 أفدنة إلا هذه الأيام وذلك رغم مرورى بها يومياً لعدد من السنين. المشاهدة الفعلية لقطعة أرض كبيرة بهذا الشكل أصابتني بعسر هضم لفكرة تملٌٌك البعض لمئات و أحياناً الآف الأفدنة لأسباب غير واضحة وعواقب غير مدروسة من الدولة التى تسمح بذلك. من ألف فدان فى دريم لاند تم "شرائهم" بالفدان برخص التراب لخدمة غرض محدد ، قام صاحبهم بتسقيعهم ويحاول الآن بيعهم بالمتر.. إلى 120 ألف فدان تم بيعهم بسعر 50 جنيه للفدان لمستثمر غير مصرى ليزرعهم فقام بزرع 20 ألف فقط وعندما سٌئل عن زراعة بقية الأرض كان رده أن العقد لم يشترط عليه زراعة الأرض!! وغيره كتير.. حتى الأديرة ورهبانها المفترض فيهم الإنعزال عن الدنيا والزهد فى متاعها دخلوا على الخط !! ربما لهم أسبابهم الخاصة لأنه من الصعب إستيعاب فكرة إحتياج مكان الغرض منه العبادة لمئات الأفدنة
اللي يفرس فى مثل هذه الأمور وغيرها عندما تتحول لأزمة هو الأخبار التى تتحدث عن تحويل الأمر لجهة سيادية وأحياناً أخرى تحويله للجهات المعنية ليبقى الحال فى النهاية على ما هو عليه.. فالجهات السيادية غير معنية والجهات المعنية غير سيادية. فك إشتباك فى غير محله وتركيبة غريبة لم تأتي إعتباطاً.. فالهدف هو أن يكون حل أى مشكلة وإتخاذ أى قرار فى يد فرد واحد