Sunday, April 13, 2008

إحنا

إحنا نستاهل وإحنا السبب وبينقصنا الوعي ومش متحضّرين أصل الحكومة مش حاتعمل كل حاجة... وهلمّا جرى من كلمات فيها تجنّي على "إحنا". إحساسى بهذا التجنّي يتأكد لي من خلال ما أراه هنا فى تورونتو وما يحدث عندنا

الحديث ليس عن تقدُّم تكنولوجي أو شىء ضخم من هذا القبيل ، لكنه عن مُحتوى لوحات إعلانات على محطات الأوتوبيس و المترو

أحد الإعلانات كان يتساءل بإستنكار وشىء من التوبيخ من خلال صورة وكلمات قليلة عن سبب إضطرار شاب مهاجر للعمل بتقديم الطعام فى مطعم فاست فوود بينما هو يحمل شهادة مُمَيزة فى الإدارة وهاجر إلى بلد تقول أنها ترحب بالمهاجرين

إعلان آخر تحدث عن ضرورة جعل الحركة فى المدينة سهلة ومناسبة لأصحاب الإحتياجات الخاصة. الصورة التالية كانت مصاحبة للإعلان ، وهى تقول أن المقابلة للحصول على عمل ممكن يكون أمرها منتهى قبل بدايتها بسبب "عتبة سلم" لايستطيع المتقدم للعمل تخطيها بكرسيه المتحرك



الموقع الخاص بالإعلان وضّح أيضاً من خلال إحصائيات زيادة فى دخل المطاعم ومحلات البيع التى تجعل الحركة داخلها سهلة للجميع رغم ما فى ذلك من تكلفة أولية

هناك إعلانات أخرى بهذا الشكل وكلها إعلانات حكومية الهدف منها التوعية. هذا حادث فى بلد رأسمالي كبير تنطبق عليه كل صفات التقدّم والوعي والتحضّر و.. و.. كل ذلك لم يعنى أن تتخلى الحكومة عن دورها فى توجيه الناس وتوعيتهم بما فيه مصلحة للجميع وإلزامهم به بالقانون. السبب هو إدراكها أنه لو تركت الأمور للناس سوف يتحول كل شىء إلى بزرميط

نشوف "إحنا" بنحصل على إيه ونحكم إذا كان ممكن يوصلّنا لأفضل مما نحن عليه

نائب رئيس ميمون تعب من طول العِشرة مع كلمة نائب فذهب للرئيس وقال له مش كفاية عليك كده؟ خليني أمسك الرياسة شوية. الرئيس قال له موافق لكن لازم أمتحنك الأول. الرئيس أعطاه كيس مليان فئران وتركه فى غرفة فاضية وطلب منه أن يُخرج الفئران من الكيس وبعد ذلك يجمعها فيه تانى. النائب أخرج الفئران لكنه فشل بعد محاولات كتيرة فى جمعهم داخل الكيس مرة تانية. الرئيس قال له شفت الرياسة صعبة إزاى ومش أى واحد يقدر عليها. أنا أفهِّمك اللعبة.. الرئيس مسك الكيس وجواه الفئران ولفّه بسرعة كذا مرة وبعدين أخرج الفئران من الكيس ، طبعاً دايخين ومفرهدين ، وبعدين لمهم واحد واحد وحطهم فى الكيس تانى

12 comments:

زمان الوصل said...

كل ما اتخيّل الفار مدروخ و مش قاد يجرى أضحك و أقول مش ناقص غير انه يقول انا جدع
:))))

تغيير جميل إن يكون فيه حد عايش برّه البلد و عنده استعداد ينظر للأمور داخلها بموضوعيه .. بعض الناس بعد ما تهاجر نظرتها بتكون فى اتّجاه واحد و بس ..

الغريب جدّا أن يكون المعاقين و ذوى الاحتياجات الخاصّه بحاجه لمزيد من الرعايه وهو شئ يثير الحسد طبعا حين نفكّر أن قدرا معقولا منها أظنّه يمنح لهم بالفعل بينما هنا حيث لا يؤخذوا فى الاعتبار أصلا فى كثير من الأحيان يكون مصيرهم الدائم هو النسيان و التجاهل .. بجد حاجه تغيظ
:(

محمد عبد الغفار said...

بس احنا مش فيران

... said...

صحيح ممكن نكون بنتجني علي أنفسنا ونقول ان احنا جيناتنا مش حلوة كعرب
بس دة زي ما قلت مش حقيقي
بدليل التزام المسافرين للخارج بقوانين النظافة والمرور وغيره
احنا نفتقد وجود السيستم
كنت في زيارة لمدينتي الساحلية وزكمت أنفي روائح القمامة
لو توفر فقط صندوق مغلق
وعمال يملكون الحد الأدني من الحياة الكريمة فلا يضطرون لترك مكانسهم ويتسولون لانصلح الحال

تتحدث عن ذوي الحاجات الخاصة
ياريت بس يهتموا بذوي الحاجات العامة

مرعب المثل الذي ذكرته

عدى النهار said...

زمان الوصل
أيوه هو ناقص يقول أنا جدع وحادخل الكيس بنفسى
:)
أحياناً أشعر إني ببالغ شوية فى حتة الموضوعية دى خاصة عندما أجد عكسها من بعض الناس اللي عايشين وكأن الحكومة موجودة علشان الناس تدلّع فيها مش علشان هى تخدم الناس. الناس هنا وأعتقد فى أى بلد لو مافيش قانون وتوجيه يجعل حركتهم فى إتجاه سليم لن تختلف أوضاعهم ، بعد فترة بحكم الإعتياد ، عنّا فى شىء

محمد
طبعاً إحنا مش فيران لكن اللي بيحكموا ويتحكموا فى البلاد ، مش إنهاردة بس لكن أجيال قبلنا كمان ، نجحوا فى إنهم يدوّخونا ويخلونا نقضى كل حياتنا نلف حول نفسنا علشان نحصل على أساسيات الحياة وميبقاش عند أغلبنا جهد لأكتر من كده

بثينة
زى ما كتبتي عندك "أنا لست سعيدة بالتخريب وأعمال النهب والعنف ولكن من قام بها مصريون معدمون يا عالم
مصريون افتقروا للتعليم المحترم... " للأسف اللي بيقولوا إحنا و إحنا ويدوّروا الإسطوانة إياها مش قادرين يلتفتوا لأن مافيش أى توجيه له قيمة بيتقدم لـ "إحنا" لا فمدرسة ولا فإعلام ولا فسلوكيات تنفع قدوة وعايزين الناس يكون عندهم وعي ويكونوا ملتزمين بالقانون الغائب ومايقولوش إشمعنا وهكذا. طب إزاى ومنين!؟
طب ماهو البلاد المتقدمة اللي الناس قرّبت تعبدها مش معتمدة على إن الناس واعية بواجبتها وخلاص.. والمسألة مش فى الإهتمام بأصحاب الإحتياجات الخاصة لأن الإلحاح فى التوجيه والرعاية بيغطّوا مجالات أخرى زى تشجيع الناس على المشي وتقديم أفكار ووسائل لتوفير إستهلاك المياه والكهرباء رغم إنها خدمات مُقدمة بفلوس من شركات خاصة يعنى إستهلاك أقل معناه دخل أقل وهكذا أشياء كثيرة. ورغم كل ده فى ناس بتخرج على القانون لكنهم بيتحاسبوا

قوس قزح said...

فى علم بيدرس بره اسمه يوزابيلتى و ده بيدرس ازاى استخدام اى حاجة يكون مناسب للمستخدم ولازم اللى ينتج اى شىء يجرب الاول مدى سهولة استخدامه

زمان ( انا مش كبيرة اوى يعنى بس سمعت ) كان رئيس هيثة النقل العام فى مصر بيستخدم الاتوبيس و علشان كده كان الاتوبيس زمان ممتاز حتى الكمسارى فيه كان معروف بزيه ذو الازرار النحاسية اللامعة
دلوقتى طبعا رئيس الهيثة بيركب مرسيدس برده بس مرسيدس كلاس مش باص
لو فكرنا و احنا بنعمل الحاجة ازاى الناس هتستخدمها هتفرق كتير فى البلد


اعتقد مثل الفئران مش بعيد عنا لان اكتر صفة تميز الفار موجود فى شعبنا للاسف

تحياتى لك

Anonymous said...

جميل هذا المثال

الاهم ان اى مسئول فى أى موقع يدرك حجم المسئولية الذى يفرضه موقعه و الاكثر ان يحاول معايشةالآخرين .. ليكون قراره وخطته مضبوطة
لكن هناك خللا أساى فى ثقافتنا .. انه لاأحد يحاول ان يعيش ظروف غيره .. ليحكم بشكل عاقل .. كل واحد أصبح أسير نفسه ..

تحياتى وارجو الا تغيب كثيرا

loumi said...

العزيز مدحت

حقيقي إحنا ما نختلفش عنهم
لو توفرت لنا حكومه مثل حكومتهم
ونظام مثل نظامهم
يمشى عليه الوزير قبل الغفير
إنما نحط اللوم كله على إحنا
دي الخدعه إللي عايزينا نصدقها
عشان يداروا على خيبتهم الثقيله
وكل واحد يطلع يقولك أصل إحنا في مرحله إنتقاليه
مش بافهم إنتقاليه لفين بالظبط
وربنا يستر
في روايه أُخرى
إن الأب كان بيمتحن إبنه
والكيس كان فيه
كتاكيت
:):):)

تحياتي

ذو النون المصري said...

صحيحه حكاية الفئران دي
لكن انا سمعتها عن مجموعة دجاج في ميدان رمسيس
ما علينا
المهم ان احنا فعلا ينقصنا الوعي بالكثير من الامور منها طبيعة العمل المدني و ترجمة المصطلحات السياسيه بصوره صحيحه لان الاضراب مش ضروري يكون فيه خبط و تطسير و حرق و ضرب نار

بنت القمر said...

حكايه الفيران انا سمعتها عن الريس بس كانت علي كتاكيت
الريس يرج الصندوق وينيم الكتاكيت
:( وتقريبا هما بتعاملوا معانا علي اننا كتاكيت
بالنسبه للوح الارشاديه
اصل الحكومه تعبانه ومش فاضيه ها تكتب ايه ولا ايه ولا ايه
دي لازم تطبع كتاب لكل مواطن
وتعمل لنفسها ميثاق شرف حكومي تراعيه هي الاول قبل ما تحاسب الاخرين

عدى النهار said...

rainbow
الشعوب والبلاد لايمكن تتطور وتتقدم بدون علم حتى فى الأشياء البسيطة

شريف
خلل أساسى فى ثقافتنا وعلاجه لن يكون سهل أبداً ولن يحدث إلا عندما تدرك غالبية الناس حكام ومحكومين ضرورة إعتمادنا على أنفسنا وأن الخارج لن يحل لنا مشاكلنا

لومي
أيوة هى مرحلة إنتقالية مطاطة ملهاش نهاية إلا بنهاية من إبتدئها
ماسمعتش حكاية الكتاكيت قبل كده بس كله بيدوخ ويؤدى الغرض
:)

ذو النون
الخوف كله من مرحلة الخبط والتكسير والحرق وضرب النار لأنه لن يسلم منها أحد ولن تجلب غير خراب

بنت القمر
ده ريس حنين أوى واخد باله من الكتاكيت وبينيهم كمان ده إيه الهنا ده :) كده بقا الريس بتاع الكتاكيت أحسن من الريس بتاع الفيران

يا مراكبي said...

ببساطة شديدة .. لو كل حكومة حطت اللوم على الشعب وقالت إن فيه حاجة مش من مسؤليتها .. يبقى مالهاش لازمة وجود الحكومة أصلا .. وإلا يبقى إيه معنى التطوع للعمل العام؟ ماهو الحكومة دي عمل عام لكن بأجر.. وفي بلادنا الأجر بيكون كبير قوي كمان

عدى النهار said...

مراكبي
شوف هو كل تصرفات الحكومة بتقول للناس روحوا ولعوا فبعض أنا مليش دعوة بيكوا

ده مش تجنى ده اللي حاصل فعلاً