Sunday, September 16, 2007

هَذِه و تِلْك


الصيام عبادة وهناك عباداتٌ أخرى تتمثل فى سلوكياتنا

لماذا يحتل الصيام من ناحية ممارسته مكانة أعلى وأهم فى نفوسنا من العبادات الأخرى!؟

فنحن لانتخيل أنفسنا غير مؤديين لتلك العبادة فى وقتها

ولكننا لانتورع عن الخوض فى سيرة الآخرين والإساءة للغير بالقول أو الفعل
وخيانة الكلمة والعهد
وأذية الناس.. جار كان أو صديق أو قريب
ولانحافظ على صلة الرحم ولانبر الوالدين
ولانخلص فى العمل
ولانعطى لمن يكمل عمله أجره كاملاً إن إستطعنا
ونقدم الرشوة ونغش
ونظلم ولاننصر المظلوم
ولانعين ذى الحاجة يتيماً كان أو مسكيناً
ولا نرحم كبيرنا ولا نعطف على صغيرنا وضعيفنا
وفينا كبر وغرور وعناد والحقوق بيننا ضائعة

كثيراً ما تخيلتنا وقد تسوات فى عقولنا وقلوبنا قيمة ممارسة العبادات على إختلافها بقيمة ممارسة عبادة الصوم لدينا ، فأصبحت عندنا كبيرةً لانطيق إقترافها أن نغتاب أو ننم أو نسرق أو نرشو أو نرتشى أو نحقد أو نمد أعيننا لما أنعم الله به على غيرنا أو... أو

إن صوم شخص ما من عدمه لن يضر أو ينفع أحد غيره.. فالصوم بين العبد وربه فقط ، والله غفار كريم ورحمته سبقت غضبه

أما تقصيرنا فى العبادات الأخرى فهو فى أغلب الأحيان يُعلّق للغير حقوقاً فى رقابنا لا خلاص منها إلا بردّها لأصحابها. قد تواتينا الظروف لردها وقد لاتواتينا وقد نهتم بردها وقد لانهتم.. لكنها حقوق حتماً عائدة لأصحابها إما بتراضٍ بين الناس وتسامُح أو قصاصاً

هل لنا أن نسامح ونتغاضى عن حقوقنا لدى من أساء إلينا وظلمنا جهلاً أو عمداً رحمة بهم وطمعاً فى أن يجعل الله قلوب من أسأنا إليهم لينة ورحيمة بنا؟



21 comments:

محمد عبد الغفار said...

اشمعنى رمضان اللى هيتفهم صح

Amr Ibrahim said...

دعوتك جميلة

يا ليت اسلامنا يتحول الي اسلوب حياة في الأشياء الكثيرة التي عددت بدلا أن نقصره علي عبادات تتحول إلي عادات من قيام و
ركوع و صيام

هذه أشياء هامه و لا شك و لكن ديننا لم
ينّزل لاجلها و لكن لكي تستفيم أخلاقنا

اللهم اهدينا جميعا

loumi said...

العزيز مدحت
صياماً مقبولاً
وإفطاراً شهياً
بإذن الله
إبتعدنا كثيراً عن القيم والمبادىء والأخلاق التى جاء بها ديننا الحنيف
ولو إقتدينا جميعاً برسولنا الكريم
عليه الصلاة والسلام وإتبعنا تعاليم ديننا لكنا فى احسن حال0
يخشى الناس بعضهم بعضاً اكثر مما يخشون الله عز وجل
وربنا يهدي الجميع
تحياتي

عدى النهار said...

محمد

أتفق معاك لكن ما قصدته هو الفارق الشاسع بين إهتمامنا بالصيام وإهتمامنا بالعبادات الأخرى التى تتمثل فى السلوكيات

يعنى الطفل من الصغر بيتم تدريبه على ممارسة عبادة الصوم دوناً عن غيرها بكل الوسائل الممكنة. والسؤال هنا.. ماذا يكون الحال لو كان هناك إهتمام بتدريبه على ممارسة العبادات الأخرى والتى أشرت إليها فى البوست بنفس مستوى تدريبه على ممارسة الصوم؟

أعتقد هايكون الحال أفضل بكثير

كلبوزة لكن سمباتيك said...

هي فرصة كويسة اننا نصوم نفسنا و نعودها على الخصال الحسان


احسنت

تحياتي

... said...

نمارس كل شىء بحكم العادة
نغتاب
وننم
ونؤذى
ونأكل حقوق
ولكن
عندما نصوم تتنبه كل الحواس لما نفعله بأنفسنا
نعانى حرمانا
وقد حرمنا الغير بدم بارد

الصيام يضعنا أمام انفسنا
ينبهنا الى حقيقة بغاية السوء
اننا نتخفى وراء اقنعة كثيرة
واننا من الداخل اسوأ احياناً
عن نفسى-كثيراً

فى الصيام لا رقيب الا انت
وربك شاهد على طويتك

اللهم اعف عنا وارحمنا انت ارحم الراحمين

درش said...

صوم رمضان في مصر ما عادش عبادة بس .. دا أصبح تقليد من التقاليد مرتبط بعادات البلد .. عشان كدا ممكن تفصله عن بقيت العبادات.
بس ديه مش حاجة كويسة .. تخلينا عن بقيت العبادات و الأخلاق و المثل فعلاً بيشدنا لتحت.
كل ما أسمع آيه " أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " أتعظ منها لأنها ، فعلاً ، صحيحة جداً. و تنطبق على الواقع المصري كله الأيام ديه.

بنت القمر said...

والبعض لا تمنعه حرمه الشهر ولا عظمته من الشتم والسب والسلب والنهب من الخناق والادعاء والجدال والنفاق
ماهو ايه انا صايم وتعبان
عصبي ومتنرفز
جعان ومشربتش سجاير من الصبح وقائمه اعذار لاتنتهي

عدى النهار said...

عمرو

الرسول صلى الله عليه وسلم إختصر القصة كلها فى كلمتين.. الدين المعاملة

وإحنا فى معاناة كبيرة ومشقة وإرهاق بسبب المعاملة الغير سوية السائدة بيننا ومن حكامنا تجاهنا

ربنا يهدينا جميعاً ويصلح حالنا

عدى النهار said...

لومى

ربنا يلطف بنا ويتقبل منا جميعاً وإنشاء الله إنتى والأسرة تكونوا مستمتعين بأيام رمضان

إزاى نقتدى بالرسول عليه الصلاة والسلام ونتبع تعاليم ديننا إذا كان بيتم تغييبهم من حياتنا بكل السبل!! ربنا يهدى الجميع

عدى النهار said...

سامباتيك

كده نبقى صومنا صح وأكيد مثابين إنشاء الله

ربنا يعيننا

ذو النون المصري said...

اعتقد ان هذا الفارق يرجع الي ان الشهر عباده موقوته بزمن قليل و يندر وجوده فالتع عليه لا يحدث و لا ينتج عنه ملل فالناس تهتم به
اما الصلاه مثلا فالناس تمل منها لانها موجوده في كل يوم خمس مرات
ربما كان هذا صحيحا
كل سنه و انت طيب
تحياتي

عدى النهار said...

حلم

لي سنين أتعجب من قوة وجود رمضان فى نفوس المسلمين عامة بمختلف جنسياتهم وسرعة تحول الكثير منهم من النقيض للنقيض مع بداية الشهر الكريم والسلاسة الغريبة التى نواجه بها ما إعتدنا عليه من سلوكيات سلبية تكون المواجهة معها أحياناً كمن يسبح ضد تيار جارف ويخترقه بسهولة

لعل ذلك علامة على وجود طُهر مازال عالق بالنفوس يعطى الأمل فى رحمة الله وعفوه

عدى النهار said...

درش

كلمة "تخلينا" عن بقية العبادات خطيرة لكنها حقيقة

اللهم ماردنا إليك رداً جميلاً

عدى النهار said...

بنت القمر

الغزالى رحمه الله ذكر فى أحد كتبه أنه بعد محاولات عديدة لتوعية مرتادى الموالد وما يحدث بها من مساخر يتم لصقها بالدين لصقاً لم يبق إلا الضرب على اليد

عدى النهار said...

ذو النون

كل سنة وإنت طيب.. رمضان كريم

أداء الصلاة على أنها عبأ يؤديها من يؤديها من باب التخلص من العبأ ممكن يؤدى للملل وكذلك الصوم

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

دايما لما حد بيقولى هابقى كويس فى رمضان وهابطل كذا وكذا

ابتسم

لان رب رمضان هوا رب غير رمضان...

بس من الاشايء الملاحظة بجد...ان كثيررررررا اوى حياتهم كلها بتتحول...

وكثير اوى مش بيستفادو من الصوم غير انهم بيريحو المعدة...

ولان من واحنا صغيرين كان دايما تارك الصوم دة لية منزلة حقيرة بشكل غبى

فى ناس بتصوم وبتسرق وفى بيصوم وبيغتاب..

وفى وفى

بس عجبتنى اوى جملتك دى

--------------------

أما تقصيرنا فى العبادات الأخرى فهو فى أغلب الأحيان يُعلّق للغير حقوقاً فى رقابنا لا خلاص منها إلا بردّها لأصحابها. قد تواتينا الظروف لردها وقد لاتواتينا وقد نهتم بردها وقد لانهتم.. لكنها حقوق حتماً عائدة لأصحابها إما بتراضٍ بين الناس وتسامُح أو قصاصاً

هل لنا أن نسامح ونتغاضى عن حقوقنا لدى من أساء إلينا وظلمنا جهلاً أو عمداً رحمة بهم وطمعاً فى أن يجعل الله قلوب من أسأنا إليهم لينة ورحيمة بنا؟
---------------------------------


اللهم ما امين...

كل عام وانت الى الله اقرب

عدى النهار said...

الغزالى

ياريت ممارسة السلوكيات السيئة لها فى النفوس المكانة الحقيرة لتارك الصوم عمداً كان حالنا إتعدل من زمان

يا مراكبي said...

الإلتزام بالصيام دون الإلتزام بحسن المعاملات يا عزيزي لدي الغالبية هو أحد ملامح الشيزوفرينيا الدينية التي يمتاز بها الغالبية وهي: الحفاظ على آلية العبادات وترك ما ينبغي أن نكون عليه في التعاملات

بنضحك على مين مش عارف

عدى النهار said...

يامراكبى

مافيش إهتمام بالسلوكيات من الأساس. يعنى كلنا نعرف معنى عدم الصوم بدون عذر لكن كم واحد يعرف معنى السلوكيات التى يتم من خلالها إهدار حقوق الغير!؟

الأمر مش مهم بالمرة فى نفوس كثير من الناس

اسامة يس said...

كلامك صح جداً... والسبب ان الدين معروض كأنه طقوس ... والحكمة تاهت في الشروحات وشروحات الشروحات ... واقوال الفقهاء والعلماء .. حين اصبح العلم بغياً بينهم .. ضاعت معالم الطريق ... قد تظن اني ابتعد لكن صدقني يا صديقي تلك هي الحقيقة ..
خالص تحياتي ...