Sunday, September 23, 2007

73


تحصينات خط بارليف على ضفة القناة

إحنا شعب غريب فعلاً ويحتار في أمرنا الصديق قبل العدو.. حتى إحنا محتارين فى أمرنا

ندير قناة السويس بنجاح فور تحريرها ونفشل فى إدارة شركة أو مصنع بغض النظر عن سهولة أو صعوبة نشاطه.. نخرج من نكسة/هزيمة قاسية لنقول "ما أخذ بالقوة لايسترد بغير القوة" ونخطط فى ظروف غير عادية وبإمكانيات محددودة وبدائية جداً لمحاربة عدو مدعوم بأحدث تكنولوجيا ونهزمه

كثيراً ما أقرأ أخبار مترجمة عن صحف إسرائيلية تعبّر بوضوح عن مدى تخوّف إسرائيل من مصر وإعتبارها مصدر الخطر الأكبر عليها. أول شىء يبدر لذهنى بعد قراءة مثل هذه الأخبار هو "على إيه!!". يعنى البلد تعانى من مشاكل كبيرة فى كل مجال.. مادى ومعنوى ، فكيف تخاف إسرائيل من دولة على هذا الحال؟

هل هو هاجس عندهم بسبب حرب 10 رمضان/ 6 أكتوبر وما تجرعوه من هزيمة مرة تم معها تدمير سمعة جيشهم التى بنوها على جثة حرب 67 كجيش لايقهر؟

أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد

فقد تم خداعهم قبل الحرب بصورة عجيبة ومثيرة فى التفاصيل المحدودة التى تم نشرها وأعتقد أن هناك الكثير الذى لم يتم نشره بعد
وأيضاً ما نعرفه عن الحرب هو أن كل شىء تعلق بها تم إعداده بدقة متناهية غير معهودة بنا وتم الإستعانة فى كل مجال بالعناصر المناسبة له وذلك أيضاً أمر غريب علينا
وكان لرجال الدين بغض النظر عن إنتمائتهم السياسية دور فعال تمثل فى زيارات ميدانية للجبهة ولقاءات عديدة مع أفراد الجيش فى خروج غير عادى عن المألوف
والعرب جمعوا صفوفهم
ووحدوا كلمتهم لأول مرة

يعنى الدولة وضعت نصب أعينها هدف محدد وعملت المطلوب منها فى حدود المتاح وبأكمل صورة ممكنة لتحقيق الهدف

الشاذلي يقول في كتابه "حرب أكتوبر": في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي

يبقى إحنا ييجى مننا وممكن نعدل أحوالنا المعوجة لو توفرت للبلد قيادة عدلة مؤمنة بمقدرتنا على الإبداع

ويكفى الفكرة البسيطة التى إبتكرها شاب مهندس بالجيش لتدمير خط بارليف بمضخات مياه. وإن كان الأمر يبدو بسيطاً إلا أن تنفيذه كان عمل بطولى بالمعنى الحقيقى للكلمة وفى معظمه كان عبارة عن مهمة إنتحارية بداية من سد فوهات مواسير النابلم المدفونة تحت مياه القناة إلى إنشاء الكبارى عليها


ربنا يستر والكابوس ينزاح قبل ما يقضى على البقية الباقية فينا

من ضمن غرائبنا أيضاً أنه فى وقت ما تم الترويج لإشاعة مفادها أن حرب 73 تمت بموافقة أمريكية من أجل إتاحة فرصة لإنهاء الصراع بين إسرائيل ومصر !! وكأن هناك بيننا من يصر على ضعفنا وعجزنا ويريد أن يثبت ذلك بشتى الطرق


27 comments:

... said...

اكتب عن النكسة وتكتب عن النصر
:)
ربما انا بحاجة لأن اكتب عن نكستنا الحالية لتكتب عن نصر قادم
هكذا يقول المنطق
ولكن كان بين النكسة والنصر ست سنوات
فهل نحن بحاجة لمرور ستين سنة لتعيد الحياة نفسها مرة أخرى

أتذكر الآن أننى عشت حياتى كلها وسط جيل كامل فى حالة انتظار
هناك علامات تقول لى ان العمر يجرى .. يركض
شيب خفيف فى الشعر
تجعيدات دقيقة على الجبهة
تقول لى ان العمر مضى بنا دون ان نشعر لذة نصر عامة واحدة
واننا جيل تم الضحك عليه.. وتم تسرب العمر من بين يديه وهو جالس على البورصة البلدى..ثم المقهى..ثم الكوفى شوب..فى حالة انتظار
وابنتى
صار لها اثنتا عشر عاما فى الحياة
تنتظر دون ان تدرك.. وربما كتبت هنا او فى مكان آخر ما اكتبه الآن

هل الزمن بهذه القسوة
ام نحن بهذا البله؟

يا مراكبي said...

أهم مبدأ أنا أفهمه هو الثبات على مستوى معين على طول .. لكن مرة فوق ومرات تحت ده مبدأ مرفوض

ممكن جدا ربنا ينفخ في صورتنا ونعمل المستحيل ونكسب كأس أفريفيا لكرة القدم .. أو إننا نحقق ميدالية ذهبية في رياضة ما .. أو إننا نخلص تنفيذ مشروع ضخم في وقت قياسي .. ونقول المصريين وقت الشدة بيعملوا المعجزات

لكن هل لدينا القدرة على الحفاظ على المستوى العالي ده على طول؟ طبعا لأ .. وده هو الفرق الجوهري بيننا وبين غيرنا: الإستمرارية

ا بـن عــمــر said...

أول مرة أعلق
بس بصراحة
مدونة جميلة
انشاء الله يكون بعد
العاشر من رمضان
فتح وتحرير الاقصى
زورونا
على مدونة ابن عمر

عدى النهار said...

حلم

حقيقى لا أرى فارق كبير بين ما كتبتيه وما كتبته ، فأصحاب النكسة وأهلها هم هم أصحاب النصر وأهله ومن قادهم إلى النكسة هو من بدأ الخطوات الأولى إلى النصر ومن كتبوا وغنوا يا أهلاً بالمعارك وبركان الغضب هم من كتبوا وغنوا موال النهار

لذلك وعكس كثيراً من الناس عندى قناعة إن الأمر يتلخص بالدرجة الأولى فى من يقود. ورغم كم الضياع والتشتت الحاصل إلا أنه ، فى تصورى ، أوجد بيئة قوية لتقبل الإصلاح والترحيب به حتى لو كان ضئيل وظهور أثره بوضوح فى حياة الناس.. المهم أن يحدث قبل أن يتفكك كل شىء

بلوة الإنتظار هذه هى تاريخ وحاضر أجيال وليس جيل واحد ، واضح أننا جُبلنا عليها ربما بقسوة زمن أو بله أو الإثنين معاً..لا جعلها الله مستقبل أجيال أخرى

بنت القمر said...

عدى النهار
ورغم حلاوة النصر وفخره تلاقي برضه ناس ما زالت مصره علي استعمال عبارات من نوعيه الحزب الساداتى المأجور والنصر الزائف ومش عارفه ايه وكأنهم مستكترين علينا نفرح وكانهم من بغضهم للسادات ورغبتهم في حرمانه من شرف النصر يعاقبونا جميعا عليه
لم افقد الامل يوما في ان الخير ما زال فينا
وان بع الليل دائما نهار
وبجد اللي يطلع براها يعرف قيمتها وعظمتها
محتاجين اوي نشوف نقطه بيضا

عدى النهار said...

يامراكبى

صور النجاح المميز بتثبت إن المقدرة على الإعتماد على النفس وتحقيق النجاح متوفرة وذلك فى حد ذاته شىء غير هين بالمرة

القيادة ثم القيادة هى القادرة والمسؤلة عن تنظيم الناس بمختلف إمكانياتهم وقدراتهم لتحقيق النجاح وإستمراره أيضاً

عدى النهار said...

إبن عمر

شكراً لك

عدى النهار said...

بنت القمر

مافيش شك إن فيه خير وإن الأحوال سوف تتبدل بعون الله

اللي عانى وإستمرت معاناته وإنتصر أيضاً هو الناس وبالتالى إختصار معاناة الناس وصبرهم وإنتصارهم فى موقف للبعض ، قد يكون معهم الحق فيه ، من السادات لامعنى له سوى دناءة من بعض الأنفس المريضة

loumi said...

العزيز مدحت
اشارك الرأي
أن القياده هى المحرك الرئيسي للشعوب
وفي اي موقع نفس الناس ممكن قائد يرفعهم فوق وواحد يخسف بيهم الأرض
الناس جواها خير وقدرات جباره
ده بالإضافه لأن في مناخ عام بيبقا مساعد على الإبداع والنجاح من اصغر لاكبر مجال ولو القائد عايز يوصل بشعبه لبر الأمان لازم يوفر لهم المناخ ده
الحريه والعدل اساس الحياه والمستقبل المزدهر
أن يعمل القائد لمصلحة شعبه وليس لمصلحته الشخصيه وده حينعكس عليه وعلى كل الناس أكيد اللي حققوا نجاحات ما عملوش اكثر من إنهم عرفوا يوظفوا مقدرات الناس فى الإتجاه الصحيح لنمو بلادهم وتقدمها
وربنا يستر علينا
وعلى اولادنا
يا رب
تحياتي

زحل الفلكي said...

حصل واتهزمنا في 67

وحصل وانتصرنا في 73

طب دي كانت هزيمة بالمعني الكلاسيكي ونصر برضه بمعناه القديم

اللي هو حرب بقا والى الجهاد وكده

طب دلوقتي ليه مش معترفين بشكل رسمي اننا في نكسة
ويمكن ننتصر عليها لو انتصرنا على كل حد من اللي بيتحدوا الملل اياهم

تحياتي على البوست الجامد

عدى النهار said...

لومي

الواحد بيتنشق على حد عليه القيمة يمسك البلد قبل ما عقدها ينفرط على آخره

ربنا يستر

عدى النهار said...

زحل الفلكى

مين اللي هايعترف بشكل """رسمى""" إننا فى نكسة؟

ذو النون المصري said...

من اغرب الاشاعات فعلا هي الاشاعة التي ذكرتها
يعني دوله معادية تخرب نفسها و سمعتها بصوره فضائحيه و باتفاق مع الدوله التي ستحاربها
و الله الكلام ده ما في اهطل منه
موضوعك ممتاز
تحياتي

عدى النهار said...

دو النون

هى إشاعة من غرابتها ممكن نعرف قد إيه الناس ممكن تبعد عن التفكير المنطقى المعقول. لكن إحنا عندنا حالياً كتير من هذه العينة من التفكير

عصفور المدينة said...

أخي الحبيب
هم يخافون من مصر لأنهم يعلمون أن فيها خير أجناد الأرض
وللأسف الشديد هم يؤمنون بالبشارات أكثر من بعض المسلمين

فارس عبدالفتاح said...

السلام عليكم

اخي الكريم

كان هناك بعد الثورة هدف

وكان هناك بعد حرب السويس 56 م ، هدف

وكان هناك بعد 67 م ، هدف .

ولكن مع الاسف بعد 73 م ، تم القضاء على الاهدف وتم استئصال العزيمة وتم بيع كل شيئ بعد معاهدة كمب ديفيد .


التى لا يعلم نصوصها السياسية احد الى الان .

ولكن نتائجها واضحة وجليه وهو ما نعيشة الان .

الهدف ثم العزيمة ثم والاصرار على الاستمرار فى تفعيل الاهدف ..

لكن الله ينتقم من باعنا وباع العروبة وباع الشعب

لكي نصبح تابعين نتلقي المعونة حتى اذا اطعمت البطون خرس الافواه.

تقبل كل التحية والاحترام

klmat said...

احييك على مدونتك
رائعه بمعنى الكلمه
وانا سعيده باكتشافها
المواضيع قيمه ومختصره ومفيده
فى رأييى اننا شعب قوى واصيل
المشكله فى القيادات
واصحاب القرار
عندما تصلح القياده بيتجاوب معها الشعب.شوف مثلا اسكندريه
ايام الجوسقى وايام عبدالسم المحجوب
اهل اسكندريه لم يتغيروا ولكن محافظ
غيرشكلها بالكامل
ربنا يولى امرنا من يتقى الله فينا
كل سنه وانت طيب
تحياتى وسلامى

خيرالدين said...

تعرف انا فعلا باحس اوقات كتيره انها بتيجى معانا كده

عدم قدرتنا على الاستمرار فى اى نجاح نحققه امر يزيد غيظى
نبعد عن السياسه شويه
شوف نهله رمضان موكرم جابر وبوجى مثلا
نجحوا مره وبعد مانجحوا

كرة القدم لو جبنا جون واحد انسى اننا نلعب بعدها

يمكن يكون مرض


فكرة البوست جميله جدا
احييك

Desert cat said...

انتصرنا وعبرنا وهزمنا العدو
لكن دلوقتى تم احتلالنا من نوع اخر
وللاسف عايشين مهزومين

حائر في دنيا الله said...

هوا ستة اكتوبر عدا، تصدق ولا حسيت
دا لو في بلد محترمة كنا ملينا الشوارع احتفالات وملينا الناس عزة بالنصر واعدنا تكريم الأبطال
نحن أمة لا نستحق النصر، بقدر ما نستحق التنكيس

لك تحياتي وكل سنة وانت طيب

عدى النهار said...

عصفور المدينة

تغريدتك دائماً ما تضيف بعد آخر وتكمل الصورة

عدى النهار said...

فارس

وعليكم السلام

مؤكد ربنا منتقم من كل ظالم

والحق أن البلد لم يحكمها بعد من لم يظلم أهلها

عدى النهار said...

klmat

شكراًلكِ.. مدونتك أيضاً جميلة وتدل على إحساس راقى

طبعاً القيادة دورها اساسى فى النجاح والفشل خاصة عندما تتوفر عند الناس المقدرة على العمل والنجاح والإبداع

عدى النهار said...

e7na

هناك أشياء لاينطبق عليها مبدأ "هى بتيجى معانا كده" وإحنا أثبتنا جدارة فى هذه الأشياء

قيادة البلد هى التى تحكم حركة الشعب وتوجهه

اللهم ولي أمورنا خيارنا

عدى النهار said...

desert cat

للأسف كلامك صح

ربنا يجعل إنهزامنا الحالى باعث لنا على الرجوع إليه والإلتزام بمنهجه الذى ولاشك فيه كل النصر

عدى النهار said...

حائر
10 رمضان و 6 أكتوبر كان بينهم هذه السنة أيام قليلة غريبة إنك لم تلاحظ مرور المناسبة لكن لو صحيح أنها مرت مرور الكرام على البلد كلها فليس هناك ما أقوله غير "وزعيمك خالاكى زعيمة" تحياتى لك وكل عام وأنت بخير

موجة said...

ربنا ينصرنا على اليهود على طول يا رب