Tuesday, February 8, 2011

نقطة التحوّل


لا أجد ما أقوله حيال تتابع الأحداث غير "يمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين" سبحان الله

بطش النظام وغباءه لم يغادر حياتنا يوماً ، لكن من المؤكد أن الحالة النفسية للنظام وصلت درجة من الإعجاب بالنفس والغرور بها أشبه بقول فرعون لقومه "أنا ربّكم الأعلى" منها بأي شىء آخر ، فأراه الله من الأعلى

لو كان يعلم النظام أن إسم خالد سعيد سيكون أوّل مسمار فى نعشه ما كان مسّه من قريب أو بعيد. اليوم صفحة خالد على الفيس بوك تتحدّث عنها سي إن إن وغيرها بإستمرار. والمسئول الصفحة وائل غنيم يتحدث عنه الكل ، من عرفه ومن لم يعرفه ولا حتى يعرف كيف ينطق إسمه لإختلاف اللغة ، بكل إعجاب وتقدير وحب لكل هذا النقاء الحقيقي الذى كان عليه فى حديثه بعد أن أفرج عنه النظام ليكون باعث للحياة من جديد فى كل أركان الثورة رغم محاولات النظام إخمادها

بدون ترتيب من أحد كانت الإنتخابات فضيحة كاملة لنظام فاسد. كان القرار الأقرب للصحّة هو إمتناع الإخوان والمعارضة عن المشاركة فى الإنتخابات إعتراضاً على التزوير الذى تم التجهيز له. لكنهم إشتركوا طمعاً فى فوز ببعض المقاعد ، فلم يفز أحدهم بشىء. وجاء إشتراكهم ليحرم النظام ، بدون قصد منهم ، من أي فرصة للظهور بأنه لم يزوّر شيء ، وأن عدم وجود معارضة سببه عدم مشاركتها فى الإنتخابات

لو كان النظام يعلم أن "خليهم يتسلوا" ستنقلب إلى "جدّ" ، ما كان زوّر الإنتخابات بكل هذا الفـُجر. ذلك التزوير والإستهزاء بالشعب الذى لخـّصه النظام فى "خليهم يتسلّوا" لم يختلف فى طبيعته عن "أهو مرمي فى السجن زي الكلب" وإعتقالات سبتمبر قبل رحيل السادات

لم يتجاهل النظام أحداث تونس لكنه إختار العمى على التبصّر وأعجبته قوته وجبروته على الشعب. كان مجرم الحرب الإسرائيلي الذى قتل الأسرى المصريين ، والصديق المقرّب لمبارك ، قد صرّح أن مبارك قال له بإطمئنان إن هذه ليست بيروت أو تونس

وأخيراً يدقّ عمر سليمان مسمار آخر كبير فى نعش النظام بحواره الغريب مع كريستيانا أمنبور. فهو يقول للمصريين وللعالم أنه لن يستجيب لما تطالب به الثورة وما يدعوه العالم ، ولو مرغماً ، إلى القيام به. رئيس المخابرات الشهير بذكاءه وقدرته التحليلية حسب ما قيل عنه ، متطوعاً كشف كل أوراقه صراحة ليزيد من شدّة الثورة وإصرارها ويقوّي عزيمتها على عكس ما أراد

وكأن القدر كان يدفع فى إتجاه واحد ، وهو الثورة على هذا النظام بعد أن مدّ فى عمر كل رؤوسه ليشهدوا نهايتهم البائسة ويعيشوا تفاصيلها. وإمعاناً فى إذلالهم لأنفسهم لم يدركوا أن الحال أصبح غير الحال ولم يستجيبوا منذ البداية لما تطالب به الثورة ليزداد بؤس نهايتهم وشدّة وطأتها عليهم ببطئها

2 comments:

محمد عبد الغفار said...

بدات بقدر وستنتهى بقدر ، الأول كان لنا ونتمنى ان الثانى لن يكون علينا

عدى النهار said...

إن شاء الله

مين كان يقول إن المصريين يخرجوا ويثوروا بهذا الشكل الرائع فى كل صغيرة وكبيرة