Saturday, November 27, 2010

أمّة لا تتحدّث عن نفسها


هناك أهل علم وفقه فى مجالات مختلفة كلما أتعرّض لفكرهم ، لا أجد ما أقوله غير

أمن العدل أنهم يردون الماء صفواً ، وأن يكدر وردي
أمن الحق أنهم يطلقون الأسد منهم ، وأن تقيّد أسدي

الدكتور "جعفر شيخ إدريس" أحد هؤلاء. وقد أسعدني الحظ أن حضرت له أكثر من لقاء. كان يقيم فى أمريكا لعدة سنوات ، وأضطر لمغادرتها بقرار أمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر. إندهشت مثل كثير ممن عرفوه عندما علمت أن أمريكا لم تطق وجود مفكّر مثله على أراضيها. فالرجل لايحمل سلاح ولا يدعو لتدمير وتخريب وحروب. بل على العكس ، لغته مسالمة تماماً ، وله منطق بسيط مباشر يساعد على الحدّ من الجدل حول القضايا سواء كانت حقيقية أم مصطنعة. أذكر مثلاً تعليق له على إتهامات الإعلام الأمريكي المسيحي للرسول صلى الله عليه وسلم بإتهامات شائنة بسبب زواجه من السيدة عائشة وهى صغيرة فى السن. تلخـّص تعليقه فى قوله أنهم يحاكمون ثقافة بثقافة أخرى بينهما أكثر من ألف سنة

الدكتور جعفر مثال واحد فقط لكثيرين مثله ، فى مختلف المجالات ، أحق من غيرهم بأن توكل إليهم أمور الثقافة والعلم والعمل والتنمية. لكن تلك الوجوه الكالحة المتحكمة فى أمور العباد ، والتى جعلت فى رحيلها بغير الموت معجزة فى زمن لايعرف المعجزات ، أعماها تضخّم إحساسها بذواتها عن رؤية الخراب الذى حلّ على يديها أينما حلّت. فأصبحنا بفضلهم أمّة ممنوعة من الحديث عن نفسها

الحديث عن الدكتور جعفر جاء بعد قراءة
هذا المقال له بعد طول غياب

4 comments:

amr_mt said...

أشكر أن عرفتنا به، فالجريدة لم تقدمه لنا بنبذة لمن يجهل اسمه و قدره

عدى النهار said...

كثيرون مثله ، ومنهم من يعيش ويموت ولا يعرف عنه أحد ، خارج دائرة المحيطين به ، شىء

يا مراكبي said...

شكرا لعرض المقال وللتعريف بالمؤلف

والمقال يحتوي كوميديا خفيّة تهكمية وفي محلها تماما

عدى النهار said...

هو البوست أساساً الغرض منه التعريف بالشيخ

أحد التعليقات على المقال صاحبها لم يدرك أن المقال تهكّمي وفيه سخرية ، وتصوّر أن الغرض منه الدعوة للأفكار الغريبة التي أشار إليها كاتب المقال. على العموم صاحب التعليق تدارك ذلك فى تعليق ثاني له على نفس المقال
:)