أقصد وصف الأنبا بيشوي مسلمي مصر بأنهم حلّوا ضيوفاً على مسيحييها. شخصياً لم أستاء من هذا الكلام ، وعامة حتى الآن "جت سليمة" ولم تحدث خسائر مادية ، ومن الممكن أن ينتج عنها شىء إيجابي لو تخلّينا عن ما يبدو أنه رغبة شديدة فى عدم المعرفة
رأيي هذا سببه أنه لا يمكن حل أي مشكلة بدون معرفة كل أسبابها ، خاصة الأساسي منها. وما قاله الأنبا وضّح ، لي على الأقل ، سبب أساسي لإحساس المسيحيين الدائم بالإضطهاد وما يستتبع ذلك الإحساس من أفعال. الأنبا بحكم منصبه وطول سنين خدمته فى الكنيسة لا يصح أخذ ما قاله على أنه رأي شخصي ، خاصة أن أسقف القوصية قال مثل نفس الكلام وأكثر فى خطبة له فى أمريكا منذ سنتين. وأنا شخصياً سمعته من مسيحيين لا يشغلون أي مناصب كنسية. وسمعته أيضاً منذ حوالي 14 سنة من مسيحية تعيش فى كندا لأب أثيوبي وأم مصرية ، ولم تعش فى مصر دقيقة واحدة
أعتقد أن الرد على هذا الإدعاء لا يجب أن يكون مجرد تعليق مكتوب أو مسموع وإنتهى الأمر. ما هى المشكلة التى تمنع عقد ندوة علمية حول هذا الموضوع ، وبحث كل الأراء المتداولة حوله؟ أعتقد أن كشف حقيقة هذا الإدعاء أفضل للمسيحي والمسلم ، وفى النهاية للبلد. إلى متى ستظل هناك مناطق ممنوع الإقتراب العلني منها؟ فإلى جانب ما قاله الأنبا ، هناك معلومات مختلفة جداً حول عدد المسيحيين فى مصر وكأنه سر حربي. فهم بين 4 ملايين إلى 20 مليون حسب الغرض من توظيف "العدد". المناطق المغلقة كثيرة لكن إستمرار هذا الوضع سيؤدي فى النهاية إلى إنفجار لن يصلح معه كلام ولا بحث ولا شىء من هذا القبيل ، وضحاياه لا ناقة لهم ولا جمل فى حسابات أصحاب المصالح والحسابات الخاصة
جاء بعد حوار الأنبا على المصري اليوم ، حوار للدكتور سليم العوّا على الجزيرة ، وبدا فى مجمله رداً على ما قاله الأنبا. وكما هو متوقع ، أثار إستياء الكثيرين بصورة مشابهة للإستياء الذي أثاره ما قاله الأنبا ، ووصل الإستياء (أو الرغبة فى معاقبة الآخر) فى الحالتين إلى تقديم بلاغات للنائب العام وشكاوى للريس ونعليقات كثيرة على كل شكل ولون
الشىء الغريب فى كل ذلك هو أنه لا الأنبا ولا الدكتور قال شىء غير متداول بين المسيحيين والمسلمين. ما هى القضية فى أن نسمع هذه الإدعاءات على الملأ؟ وما هى القضية فى مناقشتها بوضوح وجرأة وعدم خوف من العواقب؟ أو بمعنى آخر ما هى القضية فى فتح هذا الدمامل وتنظيف مكانها؟
6 comments:
محدش هيسمح لحد برد جلى واضح قاطع ، تراشق ممكن
اما اصل الأعتقاد باننا ضيوف فاحيلك لكتاب قذائف الحق للأمام الراحل محمد الغزالى
يا محترم دول لابسين اسود حزناً على مصر اللى راحت لحد مترجع
أنا شايف إن خروج الحاجات دي على السطح والحديث حولها علناً ومناقشتها ممكن يوضّح الحقيقي منها من الوهم. ده بالإضافة إلى تصحيح وجهات النظر عند أغلب الناس
الحقيقه إنّه زى ما قلت :) إحنا عارفين إن ده موقف لدى كثير من المسيحيين كان من قبل لا يُصرّح به علانية و يتم تبادله إمّا فى الكنائس أو مؤخّرا فى المواقع ذات الأغلبيه المسيحيه .. بالإضافه كذلك لاعتبارهم الفتح الإسلامى ل "مصر" غزوا إلى آخر هذه الأدبيات :)
الجديد فى الموضوع هو خروج هذه الأفكار للعلن و الذى قد يكون شئ صحّى بعض الشئ لأن هذه العلانيه كانت تستدعى نقاش و حوار بس الحقيقه أنا ماعتقدش إن حتى طرح الأفكار دى للنقاش و الحوار كان هيبقى مُجدى .. كل طرف سيتمسّك بالجزء من الحقيقه الذى يدعم موقفه و وجهة نظره و سيأتى بالأدلّه و البراهين التى تفنّد حجّة الطرف الآخر .. و ده بردو من واقع مشاهدتى لنقاش حول نفس هذه الموضوعات عُمرها ما انتهت باقتناع أى طرف بحجج و أسانيد الآخر
الموضوع الدينى فى "مصر" يبدو شديد التعقيد مقارنة بدول أخرى لا يستغرقها هذا الأمر كل هذا الوقت الذى يستغرقنا !! لماذا .. لا أعرف
السبب أسلوب "الدفن" الموجود عندنا فى كل شىء ، دين ، سياسة ، علاقات شخصية حتى. صحيح أنه لن يتفق الكل على وجهة نظر واحدة فى الموضوع لكن مؤكد أيضاً أن أعداد غير قليلة ستغيّر رأيها أو على الأقل تعيد التفكير فيما يقال لها ، وهذه فى حد ذاتها ميزة كبيرة جداً. أيضاً كل متحدث سيراعي ما يقوله من باب الحفاظ على سمعته إذا إفترضنا أن الأمانة ليس لها قيمة عنده
كانت قد بادرت دار دون للنشر في إسناد مهمة جميلة للمدون المسيحي الزميل: شمعي أسعد .. ألا وهي أن يكتب لنا كل ما يضايقهم كمسيحيين وكذلك كل ما يعتقده الآخرون عنهم خطأً (ومنها موضوع الرداء الأسود) .. فكان أن خرج كتاب "حارة النصارى" للنور وها نحن نرى طبعته الثانية أيضا
هذا الكتاب أعتبره محاولة لإخراج ما في النفوس كتنفيس ضروري لابد أن يتبعه نقاش موضوعي لتصفية النفوس وإيجاد الحلول
لكن من الواضح أن هناك الكثيرين ممن لا يريدون لهذا التنفيس أن يخرج لغرض إيجابي .. وهو ما يجعلني أتحسس وأشتم رائحة عفنة لما يدور في الكواليس .. هناك من يتعمد سكب البنزين على النار بدلا من إطفاؤها
ولو الناس أخرجت للعلن ما داخلها من أحاسيس وتصورات وأفكار مكبوتة ، وتم مناقشة كل ذلك وتصفيته بقدر الإمكان ، ماذا يتبقى للراغبين فى الزعامة من وسائل للسيطرة على الأتباع؟ الموضوع أصبح لا يحتمل السكوت عليه ، وربما الأحداث الحالية فيها ما يكفي لدفع بعض من عندهم عقل من ضمن من بيدهم السلطة لتناوله قبل فوات الأوان
Post a Comment