السنة الماضية وفى مثل هذه الأيام تقريباً ، كانت هناك حملة على الإنترنت إمتدت لوسائل الإعلام الأخرى لمساندة بنت مصرية عمرها 27 عاماً ، كانت تعيش فى السعودية مع والدها. البنت هى "هبة نجيب" ومشكلتها كانت فى رفض والدها السماح لها بترك الأسرة فى السعودية والحياة فى مصر بمفردها. كان هناك تدافع محموم من البلوجرز وعلى الفيس بوك لمساندة هبة فى محنتها وتعاطف كبير معها. أعتقد أنه لم يختلف أحد على التعاطف معها وإن إختلف البعض على أسلوب معالجة المشكلة
تذكرت إسم "هبة نجيب" أثناء متابعتي للقليل الذى ينشر عن "كاميليا شحاتة" وتنكّر الكثيرين لها فى محنتها. لا أدرى لماذا لم تحظى الثانية ولو بأقل القليل مما حظت به الأولى من مساندة
هذا التنكّر حاصل رغم أن الأولى كانت مشكلتها مع والدها فقط ، ولم تكن حياتها معرضة لخطر. فهى كانت تعمل وتروح وتجيىء لكن فى مجتمع منغلق كثيراً عن المجتمع المصري. أمّا الثانية فمشكلتها إمّا عائلية أو لأنها غيّرت دينها. والطرف الآخر فى مشكلة الثانية هو الدولة والكنيسة وربما الزوج ، مما يعني أنها فى موقف أضعف بمراحل كثيرة جداً من الأولى. كما أن هناك أخبار كثيرة ، لم ينفها أحد ، عن حبسها فى أحد الأديرة وإجبارها على تعاطي أدوية تؤدي للهلوسة من أجل السيطرة عليها نفسياً ، مما يعني أن حياتها فى خطر حقيقي
المساندين للأولى كانوا على قناعة تامة بأنها كفتاة بلغت سن الرشد لها الحق فى أن تحدد ما تريده لنفسها ، وأنه لا ينبغي لأحد ولو كان والدها أن يفرض عليها أن تحيا فى بلد لا تريد الحياة فيه. لا أدرى أين ذهبت هذه القناعة فى حالة الثانية
هذا التجاهل شمل أيضاً ما أصبح يطلق عليه بحق "دكاكين" حقوق الإنسان وجمعيات الدفاع عن المرأة وحريتها ودعاة الدولة المدنية وكل المسميات الأخرى. لم يقلق أحداً منهم أن تقوم الدولة بالقبض على مواطنة مصرية لم ترتكب أى جريمة يعاقب عليها قانون الدولة ، وتقوم بنسليمها للكنيسة للتحفظ عليها بعيداً عن سلطة الدولة. ولم يقلقهم أيضاً رفض النائب العام التحقيق فى الأمر
صدفة: 30 أغسطس هو "اليوم العالمي للمختفين" ، وبهذه المناسبة أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن إحتجاز الكنيسة "كاميليا شحاتة" يعتبر "إختفاء غير طوعي" وإختطاف يعاقب عليه القانون ، ويدخل ضمن الحالات التى يتبناها فريق عمل الأمم المتحدة
11 comments:
الموضوع يشرح نفسه
ربما كان عنوان الموضوع أكثر تعبيرا أيضا
:-)
فعلا .. لماذا الصمت؟
صمت الناشطين وصمت الدولة؟ ماذا تقصد الدولة بصمتها هذا؟ إلام ترمز وتخطط؟
لا أرى أن الدولة صارت عنصرا حفازا هي الأخرى لإشعال الأمور أكثر بسبب عدم إحتواءها العقلاني للأمور .. أصبحت الدولة هي الأخرى طائفية النزعة .. أو إلى ذلك تسعى
كل ما جال ببالي هو ان النظام خائف ومشغول
خائف من التورط بقضية طائفية فتركها للكنيسة تعالجها آملا لها النجاح ومعتمدا على قوة الكنيسة في التحكم برعاياها
ومشغول بإعداد برام يخني كبير للشعب حيث يجب ان نأكل ونشكر
كنت بافكّر أمس فى أمور مشابهه ..
و وصلت إلى أنّه هناك قضايا "بتبيع" و بتعمل لمن يتبنّوها شُهره و اسم و قد يجنون من ورائها أرباح قد تكون ماديه أو معنويه أو الاثنين معا دون خسائر تُذكَر .. قضية "هبه" من هذا النوع .. خاصة و طرف فيها مجتمع عُرِف عنه -كأدبيات قد تكون بحاجه للمراجعه- التشدّد فيما يخُص المرأه و شئونها ومن ثمّ الموضوع هيسمّع و سيجد الكثير من المناصرين و كل واحد و نيّته من التدخّل الله أعلم بها .. سهل فى قضية "هبه" تشتم فى المجتمع السعودى و تحكّمه فى النساء دون أن تجد من يؤاخذك بل قد تجد من يهلّل لك باعتبارك نصير الضعفاء و الباحث عن حقوقهم .. لكن فى قضة "كاميليا" من يجرؤ على الكلام؟ :) الاتهام بالسعى لأسلمة القبطيات و الاضطهاد الدينى لهم فى المجتمع المصرى اتهام جاهز و معلّب و سهل جدّا إشهاره فى وجهك .. و موضوع الحريّه الدينيه التى تباكى البعض عليها حين كان الأمر متعلّق بتنصّر البعض إتردم عليه و راح مع اللىّ راحوا فى 67 !! ولم نسمع للمسلمين أو للمسيحيين ممّن شجبوا و نددوا بأحداث "نجع حمّادى" و ذهبوا لمواساة ضحاياها كلمه فى موضوع "كاميليا" بل الأنكى من هذا أن مطران "المنيا" يهدد عيانا بيانا بالتظاهر فى الكاتدرائيه إذا لم تظهر فتاه أخرى اسمها "مادلين" اختفت بعد حديث تليفونى مع واحد اسمه "حسين" و الأمن بيطبطب و يدلّع بينما يحاصر مظاهرات المسلمين الغاضبين من اختفاء "كاميليا" بل و البابا يصرّح أن "كاميليا" لن تظهر و لو حدثت مظاهره كل يوم فى اعتراف صريح باحتجازها بمعرفة الكنيسه ضدّ إرادتها و ضد كل الأعراف و القوانين ولا أحد يتحدّث عن سيادة الدوله ..
شخصيا أرى الموضوع عفِن الرائحه ولا ينذر بخير بل هناك ما يشبه التعمّد فى دفع الأمور للحافه كى تنفجر .. لمصلحة مين الله أعلم
أحمد.. ده الناس بتعتبر واحدة ضحبة لمجرد أنها لم تجد مساندة من أهلها وأصدقائها عندما خلعت غطاء شعرها. طب لو كان حد منهم أذاها كانوا قالوا إيه! وبدل ما يعتبروا عدم المساندة حرية شخصية ، أدخلوها تحت بند إضطهاد النساء. متهيألي كده الموضوع بيشرح نفسه أكتر
بثينة.. من ناحية خايف فهو خايف ولايص. الي مستغرب له إنه لو عايز يعالج الأمر ده وحالة كاميليا والحالات الأخرى الشبيهة يقدر يعالجه لصالحه هو وبدون ظلم لأحد. المنطق البسيط غائب تماماً من الحسبة ، والحاضر فقط هو حسابات المصالح الشخصية والإنتخابات اللي المسيحيين كانوا بيهددوا بيها جيمي فى هتافاتهم الأخيرة فى العباسية بسبب إختفاء بنت إسمها مادلين
منى.. مافيش شك إن الحسبة دي بتكون فى ذهن كثيرين خاصة إذا كانت "الحالة" مرتبطة بطبيعة عملهم أو بتمس رغبة داخلية فى الهجوم المستمر على صورة مسببة لهم مشكلة يمكن تكون نفسية. ده شىء كان واضح جداً لي فى موضوع هبة خاصة فى بداية إثارته
تعرفي إن رئيسة لجمعية نسائية أثناء مؤتمر كانت بتدعو فيه لتغيير قانون الميراث وسن قوانين أخرى تحت بند "حقوق المرأة" رفضت التعليق على موضوع كاميليا وقالت إنه مايخصهمش
ومدير دكان هشام مبارك لحقوق الإنسان علق على الموضوع بإنه بيصيّف ومايعرفش حاجة عن الموضوع ده
فى فلوس ومصالح حاكمة تصرفات ناس كتير منهم الصحفي واللي ماسك دكان من إياهم و اللي نفسه يمسك دكان
فى الآخر هو فعلاً فى دفع لإنفجار الأمور. مش من الحادثة دي بس لكن من قبلها كمان. اللي أنا حاسس بيه هو إن بعض الشخصيات فى الكنيسة شايفة إنها ممكن تجني "أرباح" من وراء حدوث عنف. أنا فعلاً أصبحت مؤمن بوجود شخصيات شايفة كده وبتسعى إليه
الأمر مختلف يا منى مابين القضيتين..
احب أوضح اولا ان تدوين المدونين عن هبة العام الماضي كان بالأساس "لطلبها هي"
بعد محاولات كثيرة مع والدها إستمرت لأكثر من عام.. فهي قررت التصعيد الإعلامي.. وقد ناقشنا هذا الموضوع على مجموعة كلنا ليلى البريدية وانتهي الأمر الى ان من أراد أن يشارك فى هذه الحملة فليفعل..
وحتى وقتها لم تظهر التدوينات تحت شعار كلنا ليلى.. من باب تجنيب البعض -الرافضين للحملة- الحرج
وفى حالة هبة الضغط الإعلامي هو اللى أتى لها بحقها من والدها بالمرتبة الأولى..
فى حالة كاميليا.. أعتقد الوضع مختلف
أولا لان هذه القضية لا تطل فرد معين أو حتى أسرة معينة انما شعب كامل..
قضية كاميليا ليست قضية حقوق مرأة على المستوى الأول.. ولها علاقة وطيدة بالفتنة الطائفية
عن نفسي مثلا.. من فترة وأنا مقررة اني ماكتبش عن أي شيء له علاقة بالدين مثلا ولا حرية تغيير العقيدة الخ.. لان اى كلام مهما كان لا ح يعجب المسلمين ولا المسيحيين مع كل أسفي طول ما كل فريق شايف نفسه المجني عليه.. وكل فريق شايف انه غيور أكتر على حماية دينه
لا أنكر عليكِ إن فى تقاعص واضح ، خصوصا من المجتمع المدني والحقوقيين.. خصوصا اللى شارك منهم فى مواضيع زي الهوية الشخصية للبهائيين، وكمان حملة المطالبة فى حق المرتدين للرجوع للمسيحية
ممكن نقول اشمعنى دول ما تكلموش.. وقاعدين ساكتين المرة دي
لكن نلوم اللى شارك فى قضية هبة نجيب؟... همم.. أعتقد انه شوية جانبك الصواب فى الإختيار
:)
ورمضان كريم
أحب أوضح شىء وهو إنه غير مطلوب وغير متوقع أبداً إن كل واحد إشترك فى حملة لمساندة شخص فى محنة إنه يساند كل شخص آخر يمر بمحنة. الحديث هنا مش عن شخص شارك وآخر لم يشارك لكن عن دعم أو حملة غير موجودة من الأساس. سيرة الحملة اللي قامت بخصوص هبة وردت على البال بسبب ما يبدو إنه تجاهل أو تنكر من الغالبية (إعلام رسمي وخاص وإنترنت) لمحنة كاميليا وأمثالها. عدم التواجد ده يجعل الواحد يتساءل فين الناس اللي الغالب على حديثهم الدفاع عن الحريات ومدنية الدولة وحقوق المرأة وكل هذه الأشياء. أفراد من هؤلاء هم من دعوا لحملة مساندة هبة وقاموا بها فى الأساس. أمّا كون إن الحملة اللي قامت لمساندة هبة كانت بناء على طلبها ، مؤكد إن كاميليا لو متاح لها قدر الحرية اللي كان متاح لهبة وسمح لها بطلب المساعدة ، كانت هى الأخرى طلبتها. فى الحقيقة النقطة دي كما ذكرت فى البوست كانت أدعى لمساندتها
برضه أحب أوضح إن كاميليا "فرد" معين ، مش أسرة ولا شعب ، وإن هى فقط المحبوسة وهى فقط المعرضة لخطر لا يعلم أحد منا مداه ولم ينفي أحد وجوده. وقضيتها قضية حقوق مرأة فى المقام الأول لأن ما حدث معها حدث مع أكثر من إمرأة أخرى قبلها ولم نسمع عن حدوثه مع أى رجل
أنا مدرك إن عنصر "الدين" فى الموضوع ممكن يجعل الأمر شائك عن البعض ، لكن الغريبة إن عنصر الدين برضه كان وارد فى حالة هبة! صحيح إنه أتاح الفرصة أمام البعض للتخبيط شمال ويمين ، لكنه برضه أتاح ولو مناقشة واحدة إيجابية
ربّنا يهىء اللي فيه الخير للجميع
بشكل أساسى يا "إيمان" كنت أقصد الجمعيات الحقوقيه و كلّ من نصّبوا أنفسهم متحدّثين من هذه الزاويه .. زاوية الحقوق الإنسانيه و حق الإنسان فى اعتناق ما يشاء من دين و من كلّفوا خواطرهم بالحديث عن الحق فى وجود قيمه صريحه للديانه فى الخانه الخاصه بهذا و ليس مجرّد شرطه أو نقطه و رغم أن الأمر كان دينى بشكل خالص لم يجد البعض حرجا فى التصدّى له و الدفاع عنه .. و الأمثله التى ذكرها "مدحت" لمواقف المسئولين عن بعض مراكز حقوق الإنسان و حقوق المرأه قد تكون خير دليل على شرعية تعجّبنا ..
لكن يظلّ عندى بعض التحفّظات .. إذا كانت "هبه" طلبت من البعض التحدّث باسمها و تمّ الاستجابه لطلبها فكيف يمكن توقّع طلب "كاميليا" شئ مماثل و هى غير معلومة المكان كى نتخيّل أن طلبا منها واجب قبل الحديث باسمها !! أعتقد أن موقف "كاميليا" يجعلها فى حاجه أشدّ لمن يتحدّث باسمها .. و محاولة البحث عن تصنيف لقضية "كاميليا" و هل هى قضية حقوق مرأه ولاّ قضية حقوق إنسان أرى فيه قدر من الترف لا يسمح به الوقت ولا الظرف !! و قضية "هبه نجيب" ما هى إلاّ مثال لقضايا يتمّ التحمّس لها بينما قضايا أخرى مشابهه قد تكون أشد خطرا و أشد خطوره لا يقترب منها أحد و تعامل معاملة الكلب الأجرب دون تفسير واضح !!
أرجو المعذره لو ظهر أن بكلامى نبره حاده الحقيقه أنّى أكتب هذا الرد على عجاله قبل إغلاق الجهاز .. رمضان كريم و ربنا يفك أسر المأسورين
لا لا مش بنبرة حادة.. بالعكس انا موافقاك فى أغلب ما ذكرتي أصلا
كان تدخلي عشان أوضح نقطة الحملة اللى ظهرت على الإنترنت
أما بخصوص الحقوقيين والمجتمع المدني فى مصر.. فمن فترة ليست بالقصيرة وانا فاقدة الثقة فيهم لأكثر من سبب عرفته عن قرب وعن بعد..
بالتالي لا تتوقعي نزاهه فى مجتمع أغلبه يدعي الدفاع عن الحقوق لمصالح ما في نفس يعقوب.. أو لخصومه مع مواقف تانية لا تتفق معاه..
وكلامي طبعا لا يشمل الكل.. لكنه بالتأكيد الأغلب منهم
رمضان كريم :)
الله أكرم
:)
ربّنا يكرمنا جميعاً بفضل هذه الأيام وبركتها. شكراً على الزيارة
Post a Comment