من يتصور أن مدينة غزّة التي تم دكها على من فيها بأسلحة محرمة دولياً نشرت دمار مهول فى كل أنحاء المدينة بعد حصار طويل مازال مستمراً بغرض تجويع أهلها وإذلالهم وكسر معنوياتهم ، من يتصور أن يكون لديها شيئاً أو نفعاً تقدمه لأحد بعدما أصابها!؟
رغم الإنهاك المادي والمعنوي المستمر بلا هوادة من الجار والقريب والغريب فضلاً عن العدو ، يبدو أن مجتمع غزّة ليس فقط غير قابل للكسر لكنه قادر على العطاء لمن هم داخل غزّة ومن هم خارجها الخبر الأول يتحدث عن طالب فلسطيني عنده 14 سنة و مقيم بكندا ، إختار قضاء أجازة الصيف هذا العام فى أحد مخيمات غزّة لا لشيء سوى أن ذلك المخيم يقدم برنامج لتحفيظ القرآن الكريم كاملا في ستين يوما ، وهو ما يحلم به صاحب الخبر
الخبر الثاني عن إقدام الشباب فى غزّة على الزواج من أرامل الشهداء الذين تركوا خلفهم نساء وأطفال بلا عائل
صمود مجتمع فى مواجهة المحن وإن كان يثير سخرية البعض وتربصهم به ، إلا أنه دائماً يثير الإعجاب والإكبار عند غالبية البشر و حتى عند العدو. الخبران يدلان على صدق مقولة أنه إذا صلح الراعي صلحت الرعية ، فطول المعاناة والحرب والتدمير كان من الممكن أن ينتج عنه واقع مغاير تماماً يغلب عليها الفساد والإستغلال والأنانية ولفظ كل ما يمت بصلة للدين. لكن توجه المسئولين هناك عن الأمور لم يسمح بذلك
اللهم إرفع الظلم عنهم وعن كل مظلوم
ياترى سيتحول القمني إلى نصر حامد آخر فيصبح مفكر عالمي! كل شيء ممكن خاصة بعد الفتوى الصادرة من دار الإفتاء والتي إعتبرت أن كلامه يستحق التجريم وليس التكريم. ذلك بالإضافة لأكثر من قضية مرفوعة ضد وزارة الثقافة تطالب بسحب الجائزة من القمني. دار الإفتاء أصدرت فتوتها على ما يبدو بعد موافقة سياسية أو أمنية ، حيث أنها كانت قد رفضت الرد على آلاف الأسئلة التى وصلتها بخصوص الموضوع وطلبت من أصحاب الأسئلة الحضور شخصياً للدار
صحيح أن إنتقاد منح القمني تلك الجائزة لم يتوقف عند الجانب الديني ولكن شمل أيضاً التساؤل عن القيمة العلمية للقمني التي تؤهله لمجرد الترشّح فضلاً عن الفوز بجائزة الدول التقديرية فى العلوم الإجتماعية ، لكن فى الغالب لن يلتفت أحد لهذا الأمر! فأسلوب البحث العلمي ومؤهلات الباحث وكل هذه الأشياء تعتبر كلام فارغ وغير مطلوب عند الحديث عن الإسلام
الملاحظ على القمني ومن على شاكلته سواء كانوا عرب أو أجانب أنهم لا يقبلون مناقشة أرائهم
كنت شاهدت برنامج تلفزيوني إستضاف كاتب بريطاني وعدد من المشاهدين ، منهم المؤمن ومنهم الملحد ، بهدف مناقشة "أو الإنتصار لـ" ما كتبه الكاتب البريطاني عن إنكاره لوجود خالق لهذا الكون وما فيه. لم يجب الكاتب على أي سؤال وجه له وكان يقابل كل تعليق أو سؤال لا يعجبه بإستخفاف وهز الرأس ومصمصة الشفاه بطريقة إستفزازية
أما القمني وبقية من يتفاخر وزير الثقافة بأنه أدخلهم الحظيرة والذين يطلق عليهم البعض عواجيز الماركسية ، فهم لا يقبلون مناقشة أرائهم تحت زعم "التزامهم بصرامة غير مسبوقة في البحث العلمي تحصنهم ضد نقض أفكارهم وتزيد ثقتهم في رفض مناقشة أعمالهم باعتبارها معيارية للآخرين وفي مواجهة أي أفكار ومقولات أخرى حتى لو كانت للدين أو العقيدة" كما جاء فى المقال هنا
تحديث: مقالين ضمن الكثير مما كتب عن الموضوع
1
2