Thursday, April 24, 2014

كذبات صغيرة


الطبيعي هو أن الكذبة مهما كانت صغيرة ، المداومة عليها من طرف ما ، تفقده المصداقية ، وذلك على أقل تقدير

لكن معظم الأشياء حولنا تخبرنا بأننا لسنا فى زمن تغلب فيها طبيعة الأشياء فى بساطتها على الغريب منها رغم تعقيده


Wednesday, June 12, 2013

الطبع غلاّب


ناس كتير تصوّرت إن الـ 18 يوم بتوع الثورة بيعبروا عن الشعب المصري

لا ، دي كانت لحظة عابرة وخاطفة ، زيّها زي لحظة عبور خط بارليف. الإتنين بعدهم المصري رجع لأصله

مش بعدهم أوي الحقيقة ، لكن فى آواخر أيام الأحداث

وزي ما لحظة العبور إنتهت بثغرة مدمرة لقيمة ما تحقق بالعبور ، وإتفاقية سلام الكل عارف وشايف ولامس آثارها شديدة السوء

برضه الثورة ماشية على نفس الطريق ، وبنفس السرعة ، وغالباً إلى نفس المصير

بداية هذا الطريق ، كانت عبارة عن فقرة كوميدية لأحد "الثوّار" ، وهو يهزأ فيها من الهنود ، ويُمعن فى السخرية منهم لإضحاك "الثوار" ، وجمهور الفضائيات

شاهدت جزء فقط من اليوتيوب ساعتها بقرف ، وتأكدت إن فى ناس مش عايزة تنضف ، حتى فى عز وقت النضافة. وإن الثورة بدأت مرحلة السقوط بعدما وصلت للقمة بسرعة

توالت بعد ذلك أحداث كثيرة فى إتجاه السقوط    

بداية من الدعاية السلبية على إستفتاء التعديلات الدستورية ، والتي "بدأها" الرافضون للتعديلات بوضع الإخوان والحزب الوطني فى جهة "نعم" ، وغيرهم فى جهة "لا". دعاية حوّلت إستفتاء على تعديلات إلى إستفتاء على التيار الإسلامي كله

أذكر أن أول صورة مرسومة للدعاية بهذا الشكل كانت منسوبة للمخرج عمرو سلامة. فكان له السبق فى زرع بذرة الإستقطاب بعد الثورة ، وأسلوب الدعاية والمواجهة الإعلامية

ومن بعده جاء البرادعي ليزرع ويروي ويرعى بذرة الإنقلاب على نتيجة أي إستفتاء أو إنتخابات ليست على الهوى ، هوى أي أحد. وذلك بتزعمه محاولات الإلتفاف على نتيجة الإستفتاء

ثم أخذت حالة الإستقطاب فى التزايد

فعندما عرض الإخوان تشكيل إئتلاف إنتخابي ، رفضت معظم الأحزاب الناشئة المشاركة فى الإئتلاف. رغم أن الإخوان وضعوا وحيد عبد المجيد ، وهو ليبرالي ، مسؤلاً عن توزيع الترشيحات على المشاركين فى الإئتلاف

وكان سبب رفضهم كما أعلنوا ، هو رفضهم للعمل مع حزب مرجعيته إسلامية (هم قالوا دينية لكن معظمهم لم يمانع بعد ذلك فى الذهاب للكنيسة مستجدياً دعمها لحزبه)1

وقتها علّق السفير نبيل فهمي على فكرة الإئتلاف ، ومشاركة الوفد فيه ، بأن الإخوان "يتجملون بالليبراليين"!1

حتى عندما بدأ الحديث عن إنتخابات الرئاسة ، عندما طرح الإخوان فكرة "رئيس توافقي" بدأت حلقة السخرية والتهكم من الفكرة ، لتعود وتظهر فكرة "التوافق" من جديد كمطلب بعد أن خسر من سخروا منها كل إنتخابات دخلوها

ومازال الإستقطاب ، وعدم القبول بالصوت الحقيقي للشعب من خلال صناديق الإنتخابات مستمر فى التصاعد

فبعد نجاح مرسي فى إنتخابات الرئاسة ، ظهرت كتابات تحذّر من أن الإخوان سيحاولون الإستعانة بالليبراليين ، "قالوا ليبراليين تجنباً لذكر علمانيين" ، من أجل مساعدتهم على إدارة شئون البلد لغياب الخبرات الإخوانية فى هذا المجال

وكانت النصيحة غير المباشرة هى عدم الإستجابة لذلك

ثم هيّجوا االدنيا بعد ذلك بسبب إختيار الرئيس للحكومة ، ولأي مسئول فى البلد!1

كل المواقف قائمة على أساس رفض الإعتراف للرئيس بإستحقاقات إنتخابه للمنصب

الحقيقة أن الرئيس مرفوض قبل أن يأتي للحكم. وأن أغلب ، وليس كل ، المعارضة ليس بسبب أداؤه

وهذه قضية لا يملك الرئيس لها حل ، وغير مقبول منه وله ، أن يترك منصبه بعد أن تم إنتخابه له

Friday, January 11, 2013

كوفي شوب



بسرعة غريبة وترحاب حلّ كرنفال القهوة الغربية بكل مسمياتها مكان القهوة التي إعتاد المصريون على تناولها طوال حياتهم

إنزوى فنجان القهوة الصغير أم وش ، وزيادة وسادة وعالريحة ، ليظهر فى بعض الأماكن فقط مثل   نوادي القوات المسلحة ، والكافيهات القديمة التي مازال لبعضها وجود 

مجتمع غريب يتنازل بكل بساطة عن خصوصياته فى كل شىء ، بداية من اللغة إلى فنجان القهوة 

Wednesday, July 27, 2011

بدون عنوان أفضل


قرأت حديث لصلاح جاهين مع بي بي سي ، لم يجد فيه وصفاً يجب به على سؤال عن رأيه فى مرحلة معيّنة من حكم السادات غير "دعارة سياسية"

تذكّرت هذا الوصف بعد أن قرأت ملخّص لمؤتمر صحفي عقده البرادعي هذا الأسبوع

فهو "ينادي بالديمقراطية" ويرفض بإصرار نتيجة إستفتاء

و"يحذر من خطورة الإنقسام والتشرذم"و "يستهجن الدخول فى متاهات ومهاترات منذ الإستفتاء" بينما هو أحد الرعاة الأساسيين لذلك

ويصوّر "الرغبة" التي هى عكس نتيجة الإستفتاء على أنها "مأزق سياسي" للبلد كلّها

ثم يُعيد ويُزيد فى محاولة الإلتفاف على إرادة الشعب كلّ يوم بشكل مختلف. فبعد فشل مطلب المجلس الرئاسي ، جاء مطلب الدستور أولاً ، وبعد فشله جاء مطلب مواد فوقية ، وبعد ظهور الرفض لذلك ، تم تحوير المطلب ليكون مواد حاكمة ، وأخيراً مواد جنب الدستور بس برضه حاكمة

وبعد كل ذلك يقول "يجب أن نعرف كيف نختلف، ويجب أن نتحاور......" ، لكنه يدعو للحوار حول محتوى دستوره والمواد التي يريدها حاكمة للدستور ، وكأن المشكلة فى المواد وليست فى الفكرة نفسها


Sunday, July 24, 2011

أيام الثورة بعيون أمريكية

بعض التعليقات لبعض السياسيين والمتابعين لأحداث الثورة الذين إستضافتهم سي إن إن الموجّهة لشمال أمريكا ، والثورة فى عزّ حموتها


مذيعة سي إن إن تطلب من المراسل فى القاهرة أن يوجّه الموابيل اللي بيكلّمها منه للهتافات اللي فى الشوارع! الصور المنقولة جعلتها عايزة تسمعهم رغم إنها لا تفهم لغتهم

let's listen a little bit. listen to the sound
a lot of people are very happy and can't believe this has happened

amazing to see history unfold

أحد المتابعين للأحداث يعلّق على محاولات النظام إنهاء الثورة
they tried all the tricks in the book and it didn't work

الشغل الشاغل للبعض هو التخويف من ثورة الشعب المصري على مبارك. عنوان أحد الفقرات على الشاشة
Egypt 2011 vs. Iran 1979

مراسل سي إن إن يقول أنه إقترب منه ثلاثة من مجموعة مؤيدة لمبارك تهتف بأنها تموت وتحافظ على حكمه. قالوا له أن إدارة الشركة التى يعملون بها أمرتهم بالحضور للتظاهر لتأييد مبارك

-Edward Walker سفير سابق فى القاهرة

يعلّق على قبول الإخوان حضور لقاء مع عمر سليمان ضمن وفد من المشاركين فى الثورة
they don't want to be seen as holding back any chance for moving forward. they don't want to be blamed for economic problems

وعن مبارك
he ruled the country for many years and he did a lot of great things to his country and to us. he needs to go out with honor and if we can help him we will

he was supporter and ally and pro America as i can possibly imagine. but he has been our ally for 30 years .... but i won't jump to the conclusion that ikhwan will be in charge. there are seculars. yes ikhwan have share but i don't think they will be the leader. yes there will be a different system after Mubarak not as pro America as him was but we can deal with

وعن غياب سيرة الأمريكان والغرب ، بالخير أو الشر ، فى الشارع أثناء أحداث الثورة
they don't care for us for many reasons, primarily because of the Palestinian issue, our talk about democracy without doing anything, ...

وعن تأثير الثورة على العلاقات مع إسرائيل
it's up to Israel to make its case, it's not to us to do that

-John Negrobonti سفير أمريكي متخصّص فى العمليات الإجرامية وإفشال الثورات فى أمريكا الجنوبية. كان سفير فى العراق لشهرين أثناء الإحتلال ، بعدهم حصل إرتفاع كبير فى عمليات العنف الطائفي

رداً على تعليق we can't control the pace. look at the street

it's up to the government. the street isn't democracy the street isn't the government

things have to move from the street and TV to closed rooms

a step fast ally

he served our purpose well

Mona Altahawy
صحفية مصرية مقيمة فى أمريكا تعلّق بقوة وثقة فى محلّهما على موقف لا أتذكّره الآن

إحنا مش محتاجين دعم أمريكا ولا غيرها للتخلّص من مبارك ونظامه

Monday, May 16, 2011

إعادة الإختراع مقابل إعادة التدوير

نحن نحتاج إلى النظر فى فكرة الديمقراطية من أساسها وما إذا كانت مناسبة لنا بالصورة التي طبّقتها المجتمعات الغربية

إعادة تدوير المواد المستهلكة لا تأتي بمادة جديدة صالحة للإستخدام فى كل المنتجات ، بل تأتي بمادة يحذر إستخدامها فى منتجات كثيرة. كذلك إعادة تدوير أفكار الغير وتجاربه وممارساته ليست دائماً الحل المناسب لكل الشعوب

لذلك قد يكون الحل فى إعادة الإختراع

فعلتها مصر أكثر من مرّة. بل لم تفلح مصر فى مواجهة إلا عندما إخترعت طريقتها للإنتصار ، وكان التقليد دائماً عنصر أساسي فى فشلها

فى 1973 فعلها المصريون بدكّ خط بارليف بإستخدام مياه قناة السويس التي كان يقف الخط على ضفتها الأخرى حامياً لقوات الإحتلال بسد مائي وترابي منيع

وفى 2011 فعلوها مرّة أخرى بثورة لم يتوقّعها أحد. أعلنوا موعد صفارة البداية ومنحوا من أخبروه علناً أنهم ثائرون عليه ، عدّة أيام ليستعد لهم. هزأ كثيرون منهم بسبب هذا الإعلان ، ولهم حق ، فلم يسمع أحد بمثل ذلك من قبل

لم تعرف مصر الطائفية ولا التعالي ولا العنصرية وهى تعيد الإختراع ، لكنها تعرف كل ذلك وتعيشه بكل ما فيه من سواد وقبح وهى تعيد التدوير

لا أعتقد أن مصر ستنجح فيما يواجهها من هموم وتحديات كبيرة إن لم تبعد عن التقليد وتبتدع لنفسها الطريق الأنسب لها

Monday, April 4, 2011

الشريك المخالف

بالأمس حوّلوا أوّل إستفتاء حر ونزيه إلى حرب إعلامية بدأوها بحملة دعاية لموقفهم من التعديلات الدستورية إعتمدت على تشويه صاحب الرأي المختلف بوضع الإخوان والوطني ، كذباً ، فى جهة واحدة. ودخلت الكنيسة معهم على الخط

نجحوا ، عمداً أو دون قصد ، فى تحويل الإستفتاء من إستفتاء على التعديلات الدستورية إلى إستفتاء على شعبية وقوة التيّار الإسلامي كلّه. خسروا معركتهم وتناسوا أن خصمهم لم يستخدم غير أسلحتهم فى معركة هم بدأوها وإختاروها بدل محاولة إقناع صاحب الرأي المختلف بوجهة نظرهم ، أو حتى الحوار معه

واليوم ، إختلاف آخر فى الرأي بخصوص مظاهرة 1 أبريل يقود لبدأ حملة أخرى مشابهة تحت شعار "يا إخوان خليكوا فى بيوتكوا المظاهرة أحلى من غيركوا". لا أحد يدري إلى أين يقودنا هذا الأسلوب فى مواجهة الإختلاف فى الرأي

ما قرأته عن الموقف من المشاركة فى مظاهرة 1 أبريل منسوباً لـ "صفوت حجازي" هو تأجيل المظاهرة إلى 8 أبريل إستجابة لطلب من رئيس الوزراء على أن يلبّي المطالب قبل 8 أبريل ، وإن لم يحدث ذلك فليفعلوا ما يشاءوا. رفض البعض ذلك وقبله البعض ، فتم إتهام من قبلوا بعرض رئيس الوزراء بالإنتهازية! ولا شك عندي أنهم لو كانوا هم الرافضون للعرض ، والآخرون هم القابلون له ، ما كان ليغيّر ذلك فى موقف القابلون له فى تلك الحالة من شىء

تحديث: إنتهت مظاهرة 8 أبريل وغادر الإخوان مساء اليوم ، فكان ذلك أيضًا مدعاة للهجوم عليهم من البعض فى فصل جديد من محاولة لعب دور قيادي أهم علاماته هى فرض الرأي حتى لو كان رأى خاطىء كما إتضح من أحداث فضّ الإعتصام فجر 9 أبريل