Wednesday, June 12, 2013

الطبع غلاّب


ناس كتير تصوّرت إن الـ 18 يوم بتوع الثورة بيعبروا عن الشعب المصري

لا ، دي كانت لحظة عابرة وخاطفة ، زيّها زي لحظة عبور خط بارليف. الإتنين بعدهم المصري رجع لأصله

مش بعدهم أوي الحقيقة ، لكن فى آواخر أيام الأحداث

وزي ما لحظة العبور إنتهت بثغرة مدمرة لقيمة ما تحقق بالعبور ، وإتفاقية سلام الكل عارف وشايف ولامس آثارها شديدة السوء

برضه الثورة ماشية على نفس الطريق ، وبنفس السرعة ، وغالباً إلى نفس المصير

بداية هذا الطريق ، كانت عبارة عن فقرة كوميدية لأحد "الثوّار" ، وهو يهزأ فيها من الهنود ، ويُمعن فى السخرية منهم لإضحاك "الثوار" ، وجمهور الفضائيات

شاهدت جزء فقط من اليوتيوب ساعتها بقرف ، وتأكدت إن فى ناس مش عايزة تنضف ، حتى فى عز وقت النضافة. وإن الثورة بدأت مرحلة السقوط بعدما وصلت للقمة بسرعة

توالت بعد ذلك أحداث كثيرة فى إتجاه السقوط    

بداية من الدعاية السلبية على إستفتاء التعديلات الدستورية ، والتي "بدأها" الرافضون للتعديلات بوضع الإخوان والحزب الوطني فى جهة "نعم" ، وغيرهم فى جهة "لا". دعاية حوّلت إستفتاء على تعديلات إلى إستفتاء على التيار الإسلامي كله

أذكر أن أول صورة مرسومة للدعاية بهذا الشكل كانت منسوبة للمخرج عمرو سلامة. فكان له السبق فى زرع بذرة الإستقطاب بعد الثورة ، وأسلوب الدعاية والمواجهة الإعلامية

ومن بعده جاء البرادعي ليزرع ويروي ويرعى بذرة الإنقلاب على نتيجة أي إستفتاء أو إنتخابات ليست على الهوى ، هوى أي أحد. وذلك بتزعمه محاولات الإلتفاف على نتيجة الإستفتاء

ثم أخذت حالة الإستقطاب فى التزايد

فعندما عرض الإخوان تشكيل إئتلاف إنتخابي ، رفضت معظم الأحزاب الناشئة المشاركة فى الإئتلاف. رغم أن الإخوان وضعوا وحيد عبد المجيد ، وهو ليبرالي ، مسؤلاً عن توزيع الترشيحات على المشاركين فى الإئتلاف

وكان سبب رفضهم كما أعلنوا ، هو رفضهم للعمل مع حزب مرجعيته إسلامية (هم قالوا دينية لكن معظمهم لم يمانع بعد ذلك فى الذهاب للكنيسة مستجدياً دعمها لحزبه)1

وقتها علّق السفير نبيل فهمي على فكرة الإئتلاف ، ومشاركة الوفد فيه ، بأن الإخوان "يتجملون بالليبراليين"!1

حتى عندما بدأ الحديث عن إنتخابات الرئاسة ، عندما طرح الإخوان فكرة "رئيس توافقي" بدأت حلقة السخرية والتهكم من الفكرة ، لتعود وتظهر فكرة "التوافق" من جديد كمطلب بعد أن خسر من سخروا منها كل إنتخابات دخلوها

ومازال الإستقطاب ، وعدم القبول بالصوت الحقيقي للشعب من خلال صناديق الإنتخابات مستمر فى التصاعد

فبعد نجاح مرسي فى إنتخابات الرئاسة ، ظهرت كتابات تحذّر من أن الإخوان سيحاولون الإستعانة بالليبراليين ، "قالوا ليبراليين تجنباً لذكر علمانيين" ، من أجل مساعدتهم على إدارة شئون البلد لغياب الخبرات الإخوانية فى هذا المجال

وكانت النصيحة غير المباشرة هى عدم الإستجابة لذلك

ثم هيّجوا االدنيا بعد ذلك بسبب إختيار الرئيس للحكومة ، ولأي مسئول فى البلد!1

كل المواقف قائمة على أساس رفض الإعتراف للرئيس بإستحقاقات إنتخابه للمنصب

الحقيقة أن الرئيس مرفوض قبل أن يأتي للحكم. وأن أغلب ، وليس كل ، المعارضة ليس بسبب أداؤه

وهذه قضية لا يملك الرئيس لها حل ، وغير مقبول منه وله ، أن يترك منصبه بعد أن تم إنتخابه له